عصام كامل: لا إعلام دون هامش من الحرية المسئولة
قال الكاتب الصحفي عصام كامل، رئيس تحرير جريدة وموقع "فيتو": إن الإعلام المصري الذي يشكو منه الجميع بما فيهم رؤساء المؤسسات الصحفية الكبيرة هو نفسه أول من تصدى وكشف عن الوجه القبيح للإخوان، الذي جاء لتغيير خارطة مصر وتغيير هويتها.
وتابع خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "حضرة المواطن"، الذي يقدمه الكاتب الصحفي سيد على، على قناة "الحدث اليوم"، "بعد إزاحة الإخوان من الطريق بدأ يظهر غول ووحش الإرهاب وبالتالي كانت هناك محاولة بشكل أو بآخر إلى أن يصبح الإعلام واحدًا من أدوات مواجهة الإرهاب، وهنا حدث خلط بين فكرة الإصطفاف الوطني والرأي الواحد"، مشددًا على فكرة أنه لا إعلام دون هامش من الحرية المسئولة، والتي تنطلق من الثوابت الوطنية.
وأكمل: الذي حدث الفترة الأخيرة أننا فقدنا مساحة من هامش الحرية المسئولة، معقبًا: هذه المساحة التي فقدناها من الحرية قد تكون ناتجة من الرقيب الذاتي، الذي بدأ يخيف الصحفي من الكتابة في موضوع ما حتى لا يتعرض لمشكلات، وبالتالي بدأ القلم يرتجف ويتراجع.
وأوضح: أن الإعلام هو التعبير الواقعي عن حال الناس، وفي حالة إن لم يجدوا أنفسهم في الإعلام ستنصرف عنه ولن تتابع ما ينشره أو يعرضه أو يتطرق به، وبالتالي لن تتأثر به، لافتًا إلى أن الكثيرين يروا الاَن في الإعلام الاجتماعي "السوشيال ميديا" ضالتها المنشودة، الغير موجودة على صفحات الصحف أو شاشات الفضائيات.
واستطرد: "لا بد من توسيع هامش الحرية المسئولة، وأن يدرك الجميع أن الإعلاميين والصحفيين هم من كشفوا الوجه القبيح لجماعة الإخوان، وأن لديهم القدرة للدفاع عن الوطن ضد أي تغول أو محاولات التآمر"، مضيفًا: "أن نخضع لرؤية واحدة أو نصبح كلنا صوت واحد هذه هي المشكلة الحقيقية".
وأردف: "ليس هناك مانع أن نجلس ونتجاذب أطراف الحوار ونتحدث صراحة لتغيير الرؤية الإعلامية الحالية.. وإذا كان ما مضى لم يحقق الهدف يبقى لزامًا أن نتكلم بأريحية شديدة جدًا وبحرية كبيرة لكي نطرح على المائدة ما الذي حدث".
وعن حاجة الإعلام لعودة منصب الوزير، علق: "ملعب الإعلام هو البساط.. الصفحة.. مساحة الحرية التي نتحرك فيها، ونبدع من خلالها في الدفاع عن الوطن، وعمل حالة حراك داخل المجتمع بدلا من البحث عنها في مكان آخر"، متسائلًا: ما الذي سيفعله وزير الإعلام في حالة ظلت الأحوال كما هي؟
وأشار إلى أن هناك صحف معارضة ويومية إختفت تمامًا، وأخرى اندثرت، مطالبًا بعدم التشكيك في القائمين على الإعلام؛ لأنه يعد خطرا كبيرا، ويعد جزءا من التشكيك في أدوات الدولة، معقبًا: "مثلما قال الرئيس السيسي عندما تشكك في جيشك وصحافتك وإعلامك فإنها الدولة.. فما بقي؟".