رئيس التحرير
عصام كامل

نبتت خارج الرحم المصري الطاهر !


لن ينسى التاريخ ما فعله الإخوان بالعدالة، بل سيظل الخزي والعار يلاحق تلك الجماعة المارقة، جزاء ما فعلته بقضاء مصر الشامخ من تهديد ووعيد للقضاة تارة، وحصار للمحاكم مثلما حدث مع المحكمة الدستورية العليا، التي حاصرها أعضاء الجماعة ومناصروها في العام الذي حكمت تلك الجماعة مصر، وما نجم عن ذلك من تعطيل لسير القضايا وتأثير على أحكام القضاة..


وتارة أخرى التشكيك المتعمد في أحكام القضاء ورمي القضاة بما ليس فيهم للنيل من مصداقيتهم وتفريغ أحكامهم من مضمونها؛ حتى أنه لا يكاد يصدر حكم قضائي هنا أو هناك حتى يناله التشكيك، وتطاله أسهم الافتراء سواء من جماعة الإخوان الإرهابية أو من لف لفهم من المنظمات الحقوقية المأجورة والمشبوهة أو بعض وسائل الميديا.

وبالأمس القريب صدر حكم قضائي ناصع في قضية اقتحام حدودنا الشرقية، وهي الجريمة الكبرى التي تعرضت لها مصر، وأريد بها تقويض أركان أعرق دولة في التاريخ عبر التخلص من جيشها، والتفريط في أراضيها جنبًا إلى جانب مع حرق أقسام الشرطة واقتحام السجون وتهريب السجناء الخطرين على الأمن العام، ليروعوا الآمنين ويسلبوا مصر أعز ما تملك وهو الشعور بالأمان الذي اقترن باسمها في القرآن الكريم، حكاية عن نبي الله يعقوب وبنيه، وبينهم سيدنا يوسف عليه السلام، حيث قال الله تعالى: "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".

لقد جاء الحكم في قضية اقتحام الحدود الشرقية لمصر معبرًا عن حقيقة جماعة الإخوان؛ ذلك أنهم لا يعرفون للوطن قيمة ولا للدماء حرمة ولا للاستقرار معنى.. فهم فئة نبتت خارج الرحم المصري الطاهر حتى باتوا مثل خبث الحديد، وسوف يتخلص منهم الوطن ويطهر نفسه منهم، لتعود تلك الجماعة من حيث جاءت بعد تجفيف منابع تمويلهم الذي ينهال عليهم من دول بعينها ما أرادت بمصرنا خيرًا..

ومن يعادي مصر فسوف يكون مصيره مزبلة التاريخ.. هكذا علمتنا دروس التاريخ وعبرة منذ اعتدى الهكسوس على حدودنا وحتى طرد المحتل الصهيوني من أرض سيناء الغالية.

هؤلاء الخونة والعملاء نسوا قيمة مصر وشرف الانتماء إليها.. فأين هم من قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جندًا كثيفًا فإنهم خير أجناد الأرض".. فسأل أبو بكر: لمَ يا رسول الله، فردَّ عليه صلى الله عليه وسلم بقوله: "هم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة"..

هذه هي مصر التي قال عنها ابن عباس "سُميت مصر بالأرض كلها في عشرة مواضع بالقرآن، ووصفها يوسف عليه السلام بأنها خزائن الأرض.
الجريدة الرسمية