لجنة "الجنايني".. وعام من الأشغال الكروية الشاقة!!
أعجبني جدا التصريح الذي خرج من "عمرو الجنايني" رئيس اللجنة المؤقتة التي تدير اتحاد الكرة، والذي قال فيه: "نتمنى أن يكون اليوم 60 ساعة بدلا من 24 ساعة".. وذلك كناية عن كثرة الملفات التي تحتاج إلى إصلاح داخل مقر الجبلاية، بالمقارنة بضيق الوقت والفترة التي منحتها الـ«فيفا» للجنة، وهي عام واحد فقط، وبعدها يتم إجراء انتخابات جديدة.. وهو دليل على وجود رغبة قوية من جانب رئيس اللجنة على العمل ثم العمل ثم العمل.
وبالفعل لو كانت هناك رغبة قوية من جانب أعضاء اللجنة على اقتحام كل الملفات بشكل علمي مدروس، لإعادة تصحيح أوضاع الكرة المصرية من جديد فسيكون هذا العام قصيرا للغاية، وهو بمثابة أشغال شاقة، ولذلك كان يجب أن يزيد عدد الأعضاء، ولا يكون مقتصرا على خمسة فقط، أو يتم الاستعانة بالكثير من الخبرات الأخرى في الكثير من اللجان الداخلية، ومنحهم كل الدعم لاتخاذ القرارات بسبب السباق مع الزمن.
ورغم أن الوسط الكروي مشغول خلال هذه الفترة بملف اختيار مدرب المنتخب إلا أن هذا الملف رغم أهميته وجماهيريته الا أنه ليس الأهم، إذا اعتبرنا بأن ملف تغيير الكثير من بنود لائحة النظام الأساسي هو الأكثر أهمية من وجهة نظري.
أيضا هناك ملف مهم للغاية متعلق بتنظيم عمل مسابقات الأقسام الثانية والثالثة والرابعة والمسئول عنه الدكتور "جمال محمد على" عضو اللجنة، والذي أتوقع أن يشهد تغييرات جذرية ضرورية لإعادة تصحيح المسار من جديد إلى هذا الملف المهم.. وأثق تماما في قدرة الدكتور "جمال" على وضع التصور الأفضل للكرة المصرية بحكم خبراته الطويلة عمليا وعلميا في هذا الموضوع.
وربما يقول البعض بأن بدايات وتصريحات مسئولي اللجنة تدخل في حيز الحلم بالمدينة الفاضلة بحكم أن ما يرغبون في تنفيذه خلال عام واحد فقط، ولو حدث سيحدث نقله نوعية كبيرة في مستقبل الكرة المصرية، وأنهم يقللون من الصعوبات والعقبات التي يمكن أن تواجههم خلال هذه المسيرة.. والتي أعتقد أنها ستكون كبيرة وعنيفة ومتعددة الجهات وتحتاج إلى القوة ثم القوة والضرب بيد من حديد على كل من يحاول أن يعيق هذه المسيرة، خاصة وأن أعضاء اللجنة لا يحق لهم الترشيح في الانتخابات المقبلة، وبالتالي لن يكون أمامهم سوى البحث عن النجاح، حتى لو كان ذلك على حساب الأصدقاء والمقربين.
وأخيرا.. يجب أن يدرك أعضاء اللجنة بأنهم تحت الميكروسكوب من الجميع ولن يرحمهم أحد.. وأن من يريد فشلهم سيعمل ليل نهار من أجل تحقيق ذلك.. وبالتالي فهم أمام خيارين لا ثالث لهما إما النجاح أو النجاح ولا غير ذلك من أجل إصلاح ما أفسده الآخرون داخل منظومة الكرة المصرية.. وهو لن يتحقق الا من خلال النظر للأمام والعمل ليل نهار والابتعاد عن المجاملات في أي قرار.. فالمجاملات كانت أحد أهم الأسباب في حالة الفشل والإفشال التي ضربت سمعة الكرة المصرية في مقتل خلال السنوات القليلة الماضية، وللحديث بقية طالما في العمر بقية..