رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الحرية دواء عاجل !!


داخل كل وزارة جهاز إعلامي وظيفته الرد على تساؤلات الجماهير، وما تطرحه وسائل الإعلام من مشكلات تخص الناس، وقد تطور هذا الجهاز بالدفع بعدد من المتحدثين الرسميين الذين من المفترض أنهم يطلون على المواطنين بكل جديد يقوم به المسئول، سواء كان وزيرا أو محافظا أو رئيس هيئة، وهي وظيفة يقابلها في البيت الأبيض متحدث ذو شأن عظيم، ولدينا في مصر السفير "بسام راضى" الذي يبذل جهودا مشكورة في صياغة جولات الرئيس خارجيا وداخليا ويقدمها للرأى العام.


الحاصل في الوزارات والهيئات والمحافظات أن تلك الوظيفة انحرفت عن مسارها، وأصبح الجهاز الإعلامي بكل ما يضمه من رجال وعتاد هو صياغة بيانات يومية حول تحركات المسئول، دون النظر فيما يتداوله الناس على السوشيال ميديا إلا من رحم ربى، حيث تطرح مشكلات الناس على وسائل الإعلام بشكل نادر، بسبب الأداء الهزيل لتلك الوسائل فيما يخص هواجس ومشكلات المواطنين، لعلة نظن أنها يجب أن تنتهى إلى الأبد، أما ما يطرح على وسائل التواصل الاجتماعى، فإن الاستجابة له لا تحدث إلا بعد أن تسرى النار في الهشيم، وتصبح الشرارة حريقا كبيرا.

المواطنون من جهتهم لم يعودوا يثقون كثيرا في الميديا بكل أشكالها، بعد أن ابتعدت عن تناول مشاكلهم، فبدأوا يطرحون مخاوفهم وهواجسهم ومشكلاتهم الحياتية على مواقع التواصل الاجتماعى، حدث ذلك بعد أن أطلق السيد "دونالد ترامب" صيحته الملعونة "أخبار كاذبة"، وجرى خلف هذا الشعار الكثير من علية القوم في بلاد كثيرة.. تم ضرب وسائل الإعلام المحترفة لصالح وسائل الإعلام الاجتماعى، وهنا ظهر كابوس الكتائب الإلكترونية، وظهر ما يسمى بالأمن القومى السيبرانى.

حلت كارثة كبيرة بالدول التي تخوض حروبا من أجل البقاء، فلم يعد لديها أدوات تستطيع بها أن تواجه شبح الحرب الجديدة.. حرب التشكيك والطعن وإثارة الفوضى.. كل ذلك شارك فيه مسئولون وأجهزة مخابرات عالمية كان القصد منها القضاء المبرم على أدوات الدول الوطنية في مواجهة سيل عارم من التضليل والأكاذيب وضرب الاستقرار، وبأدوات يشارك فيها وطنيون مخلصون دون أن يدروا أنهم أصبحوا أدوات في الحرب على بلادهم.

وما الحل؟

الحل يكمن في مزيد من الحرية المسئولة، وإتاحة الفرصة أمام كل وسيلة أن تقوم بواجبها وفق أدواتها ووفق طريقتها، لخلق حالة من التنوع الذي يغرى الناس على متابعتها والوثوق بمصداقيتها.. والمصداقية لا تأتى بعيدا عن الحرية.. حرية الإعلام في التعبير عن أنات الناس وعذاباتهم، ومن ثم تفاعل المسئولين والرد عليهم سدا للطريق أمام الوسائل الخبيثة التي بدأت تغزو دولنا بل وتحقق نجاحات كبيرة.

اتيحوا الفرصة للإعلام الوطنى، ليقوم بدوره دون وصاية ودون تدخل، ولتكن القوانين الحاكمة والضمير الوطنى للقائمين بالاتصال هما السبيل للمحاسبة.. جربوا ولن تندموا فصحافتنا لاتزال لديها القدرة على الدفاع عن وطن يستحق منا أن نعيد النظر فيما فعلناه بالإعلام، وما تفعله بنا حروب السيبر التي تزحف بقوة على كل إنجاز حققناه!!
Advertisements
الجريدة الرسمية