وحوش بشرية!
تمتلئ صفحات الحوادث في الصحف المصرية بأنماط غريبة تماما على المجتمع المصرى، الذي لم يعرف من قبل هذا النوع من الجرائم التي تجرى في مجتمعات عديدة حولنا.. جرائم وحشية تحدث داخل الأسرة الواحدة لأسباب شديدة التفاهة، تدفع الآباء إلى قتل الأبناء بأساليب شديدة البشاعة، لمجرد أنهم خالفوا أوامرهم أو استولوا على بعض جنيهات دون علمهم، قد يستحقون عليها العقاب لكن ليس القتل بكل تأكيد.
والد قتل أحد أولاده بحجة سرقة 350 جنيها، وربما يتصور البعض أنه لم يكن يقصد ذلك، ولكن التحقيقات التي أجرتها النيابة تثبت أن الجريمة ارتكبت مع سبق الإصرار وبوعى كامل من الأب، الذي فقد إنسانيته فقام "بخنق" ولده، ولم يتركه إلا بعد أن أصبح جثة هامدة.. ثم استراح..
وليس من السهل تفسير الجريمة على أنها ترجع إلى جهل الرجل، ولا لفقر الأسرة، لأن هناك جرائم أخرى مماثلة ارتكبها متعلمون، بل أساتذة في الجامعات، وبنفس الأسلوب العنيف الذي مارسه رجل لا يعرف القراءة والكتابة، حيث ارتكب أستاذ جامعة جريمة مماثلة بقتل ولده بالضرب بسير الغسالة، ولم يتركه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، بحجة أن الولد سرق 400 جنيه..
وهناك جزار قام بتعذيب ابنه حتى الموت بعد تعليقه كالذبائح التي يبيع لحومها، ثم أخذ يضربه بالخرطوم حتى تأكد من وفاته، ولم يكتف بارتكاب تلك الجريمة البشعة إنما ذهب إلى قسم الشرطة ليدعى أن ولده سقط من بلكونة منزله، وكان من السهل أن يكتشف الطبيب الشرعى كذبه، كما أن شقيق القتيل وهو طفل اتهم والده بأنه الذي ارتكب الجريمة البشعة..
وجريمة أخرى لا تقل بشاعة ارتكبها سائق توك توك، حيث قام بذبح زوجته ودس السم لأبنائه الأربعة، لمجرد رفض الزوجة إمداده بالنقود لتعاطى المخدرات، وعقب القبض عليه انتحر قبل التحقيق معه.
تلك الجرائم البشعة الجديدة على المجتمع المصرى لابد أن تحظى باهتمام علماء الاجتماع في مراكز البحوث الاجتماعية حتى ننقذ المجتمع من آثارها المدمرة.