نجاحات الحكومة.. ولكن! (2)
لا جدال أن الحكومة حققت نجاجات كثيرة في كافة النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.. واختفت بالفعل أزمات كانت تلازمنا بلا توقف في فترات سابقة حيث كانت الطوابير ممتدة أمام المخابز ومحطات الوقود ومستودعات الغاز للحصول على رغيف خبز، أو سولار أو بنزين أو أنبوبة بوتاجاز وغيرها من أساسيات الحياة اليومية للمواطن.. والأهم هو عودة الشعور بالأمن في الشارع، وتأمين حدودنا التي تمت استباحتها بعد 25 يناير 2011.
لقد قال الرئيس "السيسي" إنه لن يسمح لأحد بأن يحصل على جنيه واحد دون وجه حق، وأن حق الدولة في أراضيها التي جرى التعدي أو الاستيلاء عليها دون وجه حق سوف يعود للشعب، وسيتم تطبيق القانون بحزم وعدالة على الجميع.
الإصلاحات الاقتصادية كانت ضرورة لا مفر منها.. ولن تدخر الحكومة في المقابل جهدًا لحماية الفقراء وإشباع الحد الأدنى من احتياجات المواطنين لامتصاص تداعيات تلك القرارات وتخفيف معاناة الناس.
ولا تتوقف جهود الحكومة عند هذا الحد بل إنها مستمرة بالدرجة ذاتها في تنفيذ الإستراتيجية القومية للرقمنة وميكنة الإجراءات، تحقيقًا لمزيد من الشفافية والعدالة والسرعة والجودة في تقديم الخدمات الحكومية للمواطن.. وتقليلًا للجهد المبذول وترشيدًا للنفقات والجهود المهدرة؛ فالرقمنة بلا شك بمثابة نقلة حضارية سوف تمكن مصر من اللحاق بركب العصر، وإدماج الاقتصاد الموازي الذي يبلغ حجمه نحو 60% من مجمل النشاط الاقتصادي في الاقتصاد الرسمي، ناهيك عن توفيرها المقدرة على اتخاذ القرارات السليمة المبنية على معلومات صحيحة، وتوصيل الدعم لمستحقيه الحقيقيين ومنع أي تلاعب أو إهدار مستقبلًا.
نجاحات الحكومة كثيرة ولكن هناك ملفات كثيرة مازالت اقتحامها من الحكومة خاصة فيما يتعلق بمواجهة الإهمال والمخدرات والبيروقراطية وفساد المحليات، ومواجهة الزيادة السكانية وسرعة الرد على شكاوى الناس، والتواصل معهم، فما زالت هناك فجوة بين الشعب وحكومته.
