رئيس التحرير
عصام كامل

مزارعو الدقهلية «الزراعة تجارة خسرانة».. والمحاصيل لا تغطي تكاليفها.. دعم الدولة ضرورة لاستمرار المهنة الأقدم في التاريخ.. زراعة الأرز مشكلة بسبب المياه.. والمبيدات ضمن الأزمات

فيتو

اشتكى عدد كبير من مزارعي محافظة الدقهلية من ارتفاع تكاليف زراعة المحاصيل الزراعية، مشيرين إلى أن كافة المحاصيل لا تغطى تكلفتها، ويخرج المزارع من الموسم خاسرا.


ارتفاع التكاليف
وقال محمد مصيلحى أحد مزارعى قرية ميت الفرماوى التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية: إن الزراعة لم تعد تجدى نفعا، مشيرا إلى ارتفاع تكاليف زراعة كل المحاصيل بسبب ارتفاع أسعار المحروقات والبذور والتقاوي والأسمدة، مشددا في الوقت نفسه على أن إنتاجية المحاصيل لم تعد تكفى لتغطية مصروفاتها.

دعم الدولة
وكشف مصيلحي احتياج الفلاحين لدعم الدولة وتفعيل دور الجمعيات الزراعية في إنشاء ندوات لتوعية الفلاحين في انتقاء البذور الأكثر إنتاجية والمبيدات الحشرية التي تساعد على القضاء على الآفات ولا تضر المحصول والمستهلك وتحافظ على الصحة العامة للمواطنين والبيئة.

وأضاف حمدى عبد الحميد الشرقاوى 59 سنة أحد مزارعى قرية ميت الفرماوى التابعة لمركز ميت غمرة: "زراعة الذرة جيدة نوعا ما، أما الأرز فتواجهنا مشكلة كبيرة فيه بسبب نقص المياه التي تأتى كل عشرة أيام مرة واحدة، مطالبا المسئولين بتقديم الدعم لهم من ناحية المياه والبذور والتقاوى والمبيدات والأسمدة، وإنتاج الفدان العام الماضى تضاءل ليصل إلى 6 أرادب أرز، بينما المفترض أن تصل إنتاجيته إلى 24 أردبا".

وقال محمود سليمان الغرباوى، مشرف رى بهندسة رى ميت غمر ومسئول الرى عن ترعة رى كفر المقدام المارة بقرية ميت الفرماوى: إن الترعة طولها يبلغ 17 كيلو و200 متر، وتصل المياه لثلثى الترعة ونعمل على إيصالها لها بالكامل وأنشأنا بئر ارتوازية.

وتابع "الغرباوى": "مشكلتنا الكبرى عدم توجيه الإرشاد الزراعى للمزارعين بتقديم النصح حول التقاوى المستخدمة والأجود والأكبر إنتاجية والتي تدر محصولا كبيرا عن مثيلاتها من البذور والتقاوى قليلة الإنتاجية، والمزارعون لا يعرفون أنواع المبيدات الجيدة التي تساعدهم فهم يعملون بنظام التجربة "فلاح يجرب لو مشيت معاه نشترى كلنا نفس المبيد"، وبالتالى الفلاحون في حاجة للتوعية لأنها توفر نصف المجهود الذي يبذلونه".

وقال أنور عطية عامر 61 سنة "مزارع": "الزراعة لم تعد تغطى تكاليفها وكنا في السابق نربى المواشى لتنتج لنا الألبان والجبن ونبيعها بأسعار جيدة، أما الآن فثمن المواشى لا يغطى تكلفة تربيتها في الأصل بعد ارتفاع أسعار الأعلاف وتكاليف الزراعة الباهظة التي أصبحنا لا نقدر على تحملها، بالإضافة إلى المجهود الكبير التي تحتاجه عملية الزراعة والاعتناء بالمحصول".

وناشد المزارعون مسئولي وزارة الزراعة بتقديم الدعم وتفعيل دور الجمعيات الزراعية والإرشاد الزراعى بعمل ندوات تدريبية وتعليمية للفلاحين وتوعيتهم بانتقاء البذور والتقاوى الجيدة واختيار أنواع المبيدات الأفضل والأكثر كفاءة في مقاومة الآفات للحصول على محاصيل جيدة وكميات كبيرة تغطى تكاليف الراعية، بالإضافة إلى زيادة حصة المياه لتغطية المناطق التي تعانى من نقص المياه حفاظا على المحاصيل من العطش والتلف وبوار الأراضى.
الجريدة الرسمية