كيف أشعلت حرب ترامب التجارية على الصين حرائق الأمازون؟
تسببت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين في إشعال حرائق غابات الأمازون، فمع مقاطعة الصين للمنتجات الزراعية الأمريكية واعتمادها على البرازيل في استيراد فول الصويا شجع ذلك مزارعي البرازيل على إزالة الغابات وزراعتها بفول الصويا لجني الأرباح.
وبحسب تقرير نشره الكاتب "الفن كولين" بصحيفة "الجارديان" البريطانية، تحت عنوان " الحرب التجارية لترامب وتغذيتها لحرائق الأمازون"، أشار الكاتب إلى دور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والعقبات التجارية التي فرضها على الصين وعلاقتها بحرائق غابات الأمازون في البرازيل.
وأشار الكاتب إلى أن إزالة الغابات المطيرة في البرازيل ليست عملًا من المنظمات غير الحكومية كما يزعم الرئيس البرازيلي جائير بولسونارو، مؤكدًا أن عدد الحرائق زاد بنسبة تتخطى 80٪ هذا العام مع وصول الحرب التجارية الأمريكية مع الصين إلى ذروتها حيث شهدت غابات الأمازون نحو 79 ألف حريق.
وألمح الكاتب إلى أن النيران المشتعلة في غابات الأمازون ترجع لأسباب متعددة أهمها قرار الرئيس البرازيلي بإزالة الغابات المطيرة لتربية المواشي وتحويلها لمناطق زراعية لتصدير الفول الصويا للصين في ظل تصاعد الحرب التجارية الأمريكية مع الصين.
وكانت الصين قد أعلنت أنها لن تشتري المنتجات الزراعية الأمريكية، حيث تعد الصين أكبر مستورد للفول الصويا، وهو ما يمثل أكثر من نصف محصول ولاية أيوا السنوي.
وتعد هذه الطريقة أحد الأعمال الانتقامية لبكين في الحرب التجارية الدائرة مع واشنطن حيث عملت على تجميد مشتريات من 30 إلى 40 مليون طن فول صويا تستوردها من الولايات المتحدة سنويًا، مما جعلها أكثر اعتمادا على فول الصويا البرازيلي أكثر من أي وقت مضى لسد العجز، وبالتالي بلغت واردات الصين من البرازيل خلال 12 شهرا حتى أبريل الماضي 71 مليون طن وأكثر مما استوردته من باقي دول العالم في 2014.
وأدى هذا إلى ازدهار الاستثمار في قطاع الزراعة البرازيلي، حيث حولت شركات زراعية كبرى مثل "نوترين" و"موسايك" تركيزها إلى أمريكا الجنوبية للاستفادة من رغبة بكين في الاستقلال عن إمدادات الغذاء الأمريكية وتحويل اعتمادها على فول الصويا بعيدًا عن الولايات المتحدة.
والبرازيل الآن هي أكبر مصدر لفول الصويا إلى الصين، كما تقوم ببناء أعمال تصدير لحوم الأبقار في آسيا بعد أن قام فيروس أفريقي بنسف قطيع الخنازير الصيني إلى النصف، الأمر الذي سيستغرق سنوات لإعادة البناء، كما أن السافانا البرازيلية التي ترعي الماشية فيها تفسح المجال لزراعة فول الصويا ونقل الماشية في الغابات المطيرة جنبا إلى جنب مع إنتاج المحاصيل لذلك عملوا على إزالة غابات الأمازون.
ويرتكز الاستثمار الزراعي على تحويل أرض سيرادو المستخدمة حاليًا في رعي الماشية إلى أراضي لزراعة محاصيل زراعية مثل فول الصويا، وتعد هذه العملية قادرة على تحقيق توسع هائل في الأراضي الصالحة للزراعة دون مساس بمناطق الأمازون، لكن المشكلة هي أن البرازيل لديها مساحة محدودة من الأرض.
شركات كبرى توقف تعاملاتها مع البرازيل بسبب حرائق الأمازون
ولكن يبدو أن معظم التوسع في الأراضي الصالحة للزراعة على مدى العقد الماضي جاء على حساب غابات إعادة النمو، التي تميل إلى أن تكون أقل حماية بشكل جيد من الغابات الأولية مثل الأمازون.
وقد تدفع النيران المشتعلة في غابات الأمازون هذا العام مربي الماشية للخروج من سيرادو بسبب استصلاح الأراضي، وذلك بحثا عن مراعي جديدة في غابات الأمازون المطيرة التي تم تطهيرها مؤخرًا، متجاهلين أن تحويل المنطقة من غابات إلى أراضي زراعية له تأثير ضار على الغلاف الجوي، ويسبب الجفاف.
ورأى الكاتب أن الخطر في الموقف الحالي هو أن الصين متعطشة لفول الصويا، الأمر الذي قد يعرقل توقف التقدم الأخير في وقف إزالة الغابات.