أبطال ضد الإهمال!!
الإنجاز الضخم الذي حققه لاعبو مصر في دورة الألعاب الأفريقية، وتحقيقهم المركز الأول بلا منازع، واحد من إطلالات النور والبهجة والقدرة والإرادة، التي تؤكد أن هذا البلد "ولاد" -أي قادر علي الولادة- وأن مصر مهما حدث فيها ولها لا تزال أكبر منتج للإرادة في محيطها العربى والأفريقي.. أقول ذلك بمناسبة خروج كاتب عربى علينا واصفا مصر في الماضي بـ"القادرة"، أما اليوم فإنها تنتج الغث من الناس!!
مصر التي تربعت على القمة الأفريقية في دورة الألعاب لايزال نيلها يفيض بالملكات والقدرات في مجالات الأدب والفن والثقافة والموسيقى.. مصر لا يزال فيها إبراهيم عبد المجيد، ووحيد حامد، وعادل إمام، ومحمد صبحى، والشرقاوي، وهنيدي، وثلة من خيرة الفنانين.. مصر لا يزال فيها عمر خيرت، وسليم سحاب، وآمال ماهر، والحجار، والحلو، ومدحت صالح، وهانى شاكر. .مصر لايزال فيها من قمم الأدب والثقافة والفن من نتباهى بهم وبأعمالهم.
مصر التي تربعت على قمة كرة اليد للناشئين عالميا لا تزال تطرح زهورا ووردا، وتطلق ينابيع الخير والحب والسلام..
مصر التي هال عليها البعض التراب، لاتزال تنبض وتشارك الإنسانية بكل ما لذ وطاب من إنتاج فكرى، وثقافى، وفنى، ورياضي، هو الأبهى في محيطه، وهو الأقوى في عالمه، وهو الأول رغم كل الصعاب.
مصر التي تربعت على قمة الألعاب الأفريقية لم تتربع، لأن هناك تعانقا بين الإدارة والأفراد.. بل لأن كل أسرة داخل مصر أنتجت كل هؤلاء الأبطال..
العالمون ببواطن الأمور يدركون أن الإنجاز الذي تحقق في المغرب على مدار اثنتي عشر يوما لم يكن وليد نظام وضعته وزارة الشباب والرياضة، وإنما تحملت أعباءه أسر تؤمن بأبنائها وبقدراتهم.. أسر تنفق، وترعى، وتصنع هؤلاء الأبطال، خاصة في الألعاب الفردية التي لا تجد من ينفق عليها.
لا يزال هذا الشعب عظيما، يمتلك من القدرات ما يجعله يضع نفسه على قمة الهرم الإنسانى، شعب قادر بطبيعته وبتاريخه وبجيناته، وبما يحمله من مسئوليات إنسانية على مدار تاريخه بالنهوض .. شعب صنع من الهزيمة نصرا عزيزا، وغنى أغانى الأمل وقت الانكسار والهزيمة، وحول النكسة إلى قوة هائلة شهد لها وبها القاصى والدانى.. شعب طيب الأعراق.. لايزال ينتفض ضد كل ألوان التراجع والتخلف والجهل، شعب يردد نشيد الأمم "وقف الخلق جميعا ينظرون كيف ابنى قواعد المجد وحدى"!!