رئيس التحرير
عصام كامل

يستحق حياة أفضل!


لماذا يكرر الرئيس السيسي إشادته وشكره للشعب المصري في كل مناسبة؛ فمرد ذلك أن الشعب لا يزال يضحي ويتحمل صعوبات قائمة ومحتملة ويواجه تحديات وعراقيل كثيرة اجتمعت لها دول وأجهزة استخبارات عديدة، بهدف إضعاف روحه المعنوية، لكن ذلك لا يفت في عضده بل إن شعبنا لا يزال يقدم كل يوم شهادة ثقة في قدرة كل مصري على الإنجاز وقهر المستحيل. 


فهو من يقدم من أبنائه العامل ورجال قواتنا المسلحة وشرطتنا الباسلة التي تتحدى الإرهاب بجسارة وصمود، بل إن رجالها هم من قهروا الخوف وجادوا بأرواحهم ودمائهم الزكية فداء لوطنهم ودفاعًا عن مصر.

ولا عجب أن نجد نماذج فذة قدمت تضحيات كبرى لا يقدم عليها طائعًا بنفوس راضية إلا أبناء مصر ذوو الهمم العالية والعقيدة الراسخة والحب العميق لهذا البلد الطيب.. وفي المقابل هناك زوجات وآباء وأبناء بررة فقدوا السند الذي لقي ربه شهيدًا.. هؤلاء تقبلوا بنفس راضية واقعًا مؤلمًا بفقدان فلذات الأكباد ورفاق الدرب وشركاء العمر..

وعزاؤهم الوحيد أنهم ضحوا لأجل أن يعيش وطنهم وبنو وطنهم في عزة وكرامة ومنعة.

وتتعدد روافد منظومة العطاء والإنجاز على أرض مصر ومن ثم فينبغي ألا ننسى الجنود المجهولين من عمال ومخططين وقادة يواصلون العمل ليل نهار لإنجاز مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة، وكافة مواقع العمل على أرض مصر التي تشهد حركة عمرانية دائبة، يتابعها الرئيس السيسي عن كثب وباهتمام شديد، حتى يتم إنهاء المشروعات القومية الكبرى في وقت قياسي يؤكد في النهاية أن في مصر رجالًا أكفاء أولى بأس وعزم وهمة عالية وقدرة على تحقيق المستحيل.

هؤلاء وغيرهم يواصلون العمل في صمت ابتغاء وجه الوطن.. وكم رأينا في الفترة الأخيرة صناعًا للبهجة من بني وطننا بما حققوه من نجاحات صارت حديث العالم ومضرب الأمثال في الدقة والإتقان. 

من تلك النماذج أعضاء منتخبنا القومي من ناشئي كرة اليد الذين أحرزوا للمرة الأولى في تاريخنا كأس العالم لكرة اليد، متفوقين على دول عريقة في التقدم وفي فنون اللعبة؛ الأمر الذي أدخل السرور والسعادة لقلوب ملايين المصريين.. كما احتفت بهم صحافة العالم ووسائل إعلامه..

وكانت تلك البطولة دليلًا وشهادة ثقة على قدرة المصري على الإنجاز وتحدي الصعوبات وانتزاع الإعجاب والاحترام.. وهو الأمر الذي تكرر في لعبات فردية أخرى لا تلقى بكل أسف معشار الاهتمام الذي تلقاه كرة القدم التي لم تحقق لمصر عالميًا معشار ما حققته تلك اللعبات الفردية، وعلى رأسها الاسكواش ورفع الأثقال وغيرهما من فنون الرياضات، التي آن الأوان أن نسلط عليها ضوءًا كثيفًا دعمًا لقوة مصر الناعمة خير سفراء مصر في المحافل الدولية.

إن صناع البهجة من بني وطننا يستحقون منا التكريم وتكثيف الضوء على منجزاتهم حتى يتخذهم شبابنا وأجيالنا الجديدة قدوة حسنة بدلًا من الانسياق الأعمى وراء نماذج شاذة ينتسبون إلى الفن زورًا وبهتانًا.. لكنهم يدمرون القدوة ويهدمون بقوة أغلى ما تملكه مصر وهم شبابها وأطفالها الذين يقلدون تلك النماذج تقليدًا أعمى دون قدرة على الفرز أو التمييز والانتقاء.

صناع بهجتنا الحقيقيون من هذا الشعب هم من يستحقون كل إشادة وتكريم.. كما أن صناع النهضة الحقيقيين هم من يستحقون حياة أفضل عوضًا لهم عما عانوه في سنوات الإصلاح والحرب ضد الإرهاب والفساد والتخلف.. فهم أبطال معركة البناء والتنمية والتعمير.. فالله تعالى يقول: "ولا تنسوا الفضل بينكم". شعبنا الذي تحمل ومازال يتحمل الكثير يستحق حياة أفضل.

الجريدة الرسمية