رئيس التحرير
عصام كامل

"تحالف الدم".. الدولة الدينية قادمة بعد اتفاق نتنياهو مع المتطرف "موشيه فيجلين"

نتنياهو وفيجلين
نتنياهو وفيجلين

كلما بدأ العد التنازلي للانتخابات الإسرائيلية المقرر لها في 17 سبتمبر المقبل، يقدم رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، على خطوات لإنقاذ نفسه في المعركة الانتخابية المقبلة، لأنه لم يتخل عن حلمه في تشكيل الحكومة المقبلة، وكان آخر تلك الخطوات هو عقد "تحالف الدم" مع الحاخام اليهودي المتطرف وأبرز مقتحمي المسجد الأقصى، موشيه فيجلين.


لعبة نتنياهو
الإعلام العبري سلط الضوء اليوم على تحالف الدم الذي لاقى استهجانًا كبيرًا داخل المجتمع الإسرائيلي لأن خطوة نتنياهو تعني أن حكومته المقبلة حكومة متطرفة بشكل علني على عكس الماضي الذي كان يخفي فيها تطرفها ببعض الوجوه اليسارية، واعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن الاتفاق بين نتنياهو وفيجلين هو تحالف مشابه للذي قتل رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، إسحاق رابين بعد توقيعه اتفاقية أوسلو مع الفلسطينيين.

الخطة التي لعبها نتنياهو في هذا التحالف هو جعل حزب فيجلين الذي يسمى "الهوية" يتراجع عن الترشح في الانتخابات مقابل منحة وزارة في حكومة الاحتلال، وليس ذلك فحسب إنما اتفق نتنياهو معه على أن يلبي رغبته التي يطالب بها منذ سنوات وهى تقنين الحشيش الطبي وعمل إصلاحات شاملة في هذا المجال.

وعلى الرغم من مواقف فيجلين الدينية المتطرفة إلا أنه يؤيد استخدام المخدرات، وشارك مؤخرًا في مظاهرة في تل أبيب، دعا فيها المئات من الأشخاص إلى جعل المخدرات قانونية، كما أنه لديه علاقات جيدة بالمثليين جنسيًا، ويرى أنه لهم الحق في ذلك، من منطلق أنه لا ينبغي بأي حال من الأحوال إخفاء الهويات والمعتقدات؛ لأن ذلك يكبل الحريات.

ردود غاضبة
ونشر الإعلام العبري أمس الجمعة ردود فعل غاضبة داخل المنظومة السياسية في إسرائيل من هذا التحالف الذي تمت صياغته بين فيجلين ونتنياهو، علمًا أنه لا تزال الاتفاقية بين نتنياهو وفيجلين تتطلب موافقة أعضاء حزب الهوية الذين من المتوقع أن يصوتوا على الاتفاقية في استفتاء عبر الإنترنت.

وكتب رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيجدور ليبرمان في حسابه على تويتر: "نتنياهو يحاول بأى ثمن الوصول للسلطة على حساب حكومة الشريعة".

أجندة دولة الشريعة
وفي تحالف "أزرق أبيض" المنافس الأبرز لـ"نتنياهو" في الانتخابات وقالوا: "نتنياهو يشتري فيجلين وهو كرسي مقابل الحصانة، على حسابنا يحاول نتنياهو إقامة حكومة حصانة متطرفة، والتي تعزز أجندة دولة الشريعة"، وقال بيني جانتس زعيم الحزب: "يتحدث فيجلين عن الحرية الشخصية لكن نتنياهو يتحدث عن حريته الشخصية، نحن نرى تحالفًا متطرفًا يتشكل".

وفيجلين أو"موشيه زلمان فيجلين" هو الاسم الأكثر سخونة في اليمين الإسرائيلي المتطرف، وأبرز المناهضين للسلام مع العرب، معروفًا لكل بيت في إسرائيل باعتباره الممثل الرئيسي للتطرف، لدرجة أن "نتنياهو" بالنسبة له رجل سلام، بحسب الإعلام الإسرائيلي، وكان فيجلين من أشد المعارضين لـ"أوسلو"، وقام بحشد الجماهير في عملية لإقامة العشرات من بؤر الاستيطان غير الشرعية في أنحاء الضفة الغربية؛ احتجاجًا على أوسلو.

التداعيات على فلسطين
وتعزيز مكانة فيجلين في الساحة السياسية الإسرائيلية يعد خطرًا على فلسطين، فهو له مواقف عدوانية وعنصرية كثيرة ضدهم رغم كونه لا يحظى بمنصب رسمي داخل الكيان، ولكن إمكانية وصوله لمنصب وزير فذلك يجعله في دائرة صنع القرار، وعلى غرار مزاعم دولة الخلافة لـ "أبو بكر البغداي"، يسعى فيجلين وتياره "القيادة اليهودية" لإقامة "الدولة التوراتية" التي تشمل جميع أرض فلسطين، وأن يكون لإسرائيل دستور ينص على إنشاء محكمة حاخامات لها صلاحية إلغاء أي تشريع يناقض التعاليم التوراتية، وأن تعيد الدولة بناء "الهيكل"، وأن تفرض الخدمة العسكرية بدءا من عمر الثاني عشر.

وفيجلين من دعاة حصر المواطنة الإسرائيلية في اليهود، وإعطاء الجنسية لأي يهودي حتى خارج إسرائيل مع منحهم كامل الحقوق، بما في ذلك التصويت، ويدعو لسحب الجنسية الإسرائيلية من غير اليهود، أي من الفلسطينيين داخل إسرائيل، وتشجيعهم على الرحيل إلى الدول العربية.

في الذكرى الـ50 على حريق الأقصى.. مخططات توسيع الاستيطان مستمرة

خطر ضد الأقصى
ويدعو فيجلين لهدم المسجد الأقصى وتسريع بناء الهيكل المزعوم، بالإضافة إلى دعواته المتكررة لاقتحامه، فضلًا عن أنه تقدم بقانون للكنيست يطالب بفرض السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى بدلا من السيادة الأردنية، كما أن منصبه الجديد سيدفع به لاتخاذ قرارات ضد الأقصى وتقنين عمليات الاقتحام التي يقودها مع المستوطنين وهذا خطر على الأقصى.
الجريدة الرسمية