في الذكرى الـ50 على حريق الأقصى.. مخططات توسيع الاستيطان مستمرة
في 21 أغسطس من كل عام يتذكر الفلسطينيون والعرب هذا اليوم بمرارة حيث يوافق حريق الأقصى في عام 1969 م، ورغم مرور 50 عامًا على الحريق إلا أن الصهاينة لم يكفوا عن حرق قلوب العرب والمسلمين على المسجد الأقصى.
وتعود الحادثة لعام 1969 عندما شب حريق المسجد الأقصى في الجناح الشرقي للجامع القبلي الموجود في الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى وهو حريق ضخم، والتهمت النيران كامل محتويات الجناح بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين، كما هدد الحريق قبة الجامع الأثرية المصنوعة من الفضة الخالصة اللامعة.
المنفذ أسترالي
ونفذ هذه الجريمة الأسترالي، مايكل دينس روهن (1941 - 1995)، ما أثار فوضى في العالم وفجرت ثورة غاضبة خاصة في أرجاء العالم الإسلامي، في اليوم التالي للحريق أدى آلاف المسلمين صلاة الجمعة في الساحة الخارجية للمسجد الأقصى وعمت المظاهرات القدس بعد ذلك احتجاجًا على الحريق، وكان من تداعيات الحريق عقد أول مؤتمر قمة إسلامي في الرباط بالمغرب.
«دينس مايكل» جاء فلسطين باسم السياحة، وأشعل النار في الجامع القبْلي في المسجد الأقصى، والتهم الحريق أجزاءً مهمة منه، ولم يأت على جميعه، ولكن احترق منبر نور الدين محمود الذي صنعه ليضعه بالمسجد بعد تحريره ولكنه مات قبل ذلك ووضعه صلاح الدين الأيوبي، والذي كان يعتبر رمزًا في فلسطين الفتح والتحرير والنصر على الصليبيين، واستطاع الفلسطينيون إنقاذ بقية الجامع من أن تأكله النار، ألقت إسرائيل القبض على الجاني، وادعت أنه مجنون، وتم ترحيله إلى أستراليا موطنه الأصلي؛ وظل حيًا حتى تاريخ 1995، حيث يُزعم أنه توفي في ذلك الوقت أثناء تلقيه للعلاج النفسي، وحتى تاريخ وفاته يؤكد البعض أنه لم يكن يعاني ضربًا من الجنون أو أي شيء من هذا القبيل.
الحفريات ومخططات الاستيطان
ويقول نائب المدير العام لأوقاف القدس الشيخ ناجح بكيرات إن المسجد الأقصى لا يزال يتعرض لحرائق إسرائيلية، لم تنطفئ نيرانها منذ أكثر من 50 عامًا، داعيًا إلى استثمار صمود المقدسيين وتعزيز وجودهم في تصديهم المؤامرات والمخططات الإسرائيلية التهويدية.
وأكد بكيرات في حوار صحفي مع "المركز الفلسطيني للإعلام" أن الحرائق التي يلتهب بها المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة تتنوع وبأشكال مختلفة، قائلًا: "الحرائق لم تتوقف باستمرار الاحتلال في حفرياته تحت المسجد الأقصى والاستيطان حوله واقتحامات المستوطنين المتكررة".
وتابع : "الاحتلال لن ينجح في تهويده، وواضح تمامًا أنه يريد تهجير أهل بيت المقدس وتفريغ المسجد الأقصى وكسر معنويات الجمهور المقدسي، كهدية انتخابية لجمهور اليمين الإسرائيلي المتطرف".
وأوضح أن السياسة الإسرائيلية تتمثل في استمرار حرائقه في القدس، والتي امتدت إلى عواصم ودول عربية واستهدفت الإنسان والشجر والحجر، مؤكدًا أنها تهدف إلى تدمير التاريخ والمقدسات الإسلامية، وإشغال الناس والشعوب عن مدينة القدس المحتلة.
وشدد أن أهل القدس هم رأس الحربة في الدفاع عن تلك المقدسات، لافتًا إلى أن أهل القدس آثروا العيش في مواجهة التهويد والقهر الإسرائيلي تحت ظروف معيشية صعبة دون التفريط مقدساتهم.
السيطرة على حريق في المسجد الأقصى المبارك (فيديو)
من جانبه، حذر المجلس الوطني الفلسطيني من أن مدينة القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية وأهلها الصامدين وعقاراتها ومنازلها وإرثها التاريخي والثقافي والديني لا تزال حتى اللحظة تتعرض لعدوان إسرائيلي ممنهج بهدف تفريغها من سكانها الفلسطينيين وصولا لتهويدها".