القطارات والحجارة
لاشك أن وسائل المواصلات لها الأهمية الكبرى في حياتنا، ومن الأهمية أيضا أن نبحث عن حل لمشكلاتها معا ،حتى لا يتم إهدار أصول هذا الرافد الهام في خدمة المواطنين.
تناقلت وسائل الإعلام خبر تكرار قيام الأطفال بقذف الحجارة على القطارات التي تمر في بعض الأماكن، وهذا ما تسبب في إصابات بالغة لركاب القطارات، ووصلت هذه الإصابات إلى فقد عين وإصابات الرأس التي أدت إلى عاهات مستديمة، قضت على مستقبل الناس وهم عنها مسئولون أمام الله تعالى.
كيف يمكننا أن نمنع هذا الضرر، وما هي العقوبات التي ستوقع على هؤلاء الأطفال، وكيف يتم توقيع العقوبة على الفاعل والقطار لم يتوقف أصلا، لا شك أن المسئولية تقع على التربية التي تركت هؤلاء الأطفال ليسببوا الضرر للناس بلا ذنب لهم.
لابد من إشراك نواب مجلس الشعب في هذا الموضوع، ومعرفة طرق مراقبة مسار القطارات، وكيفية تأمين طريقه دون أن تحدث أي محاولات لرشق القطارات بالحجارة، والإبلاغ عن مرتكبي تلك الجريمة علاوة على تشديد العقوبات على مثل تلك الجرائم التي يفلت القائم بها من العقاب، لصعوبة اسناد التهم إلى فاعليها، وبهذا تتكرر الجريمة دون رادع لهم.
بعد استقصاء للرأي مع عدة أفراد ممن يرتادون القطارات يوميا، اتضح أن هناك أمثلة لتلك المحطات التي كثر منها الشكوى، مثل محطات قليوب البلد، وقليوب المحطة، وشلقان، وقد يكون هناك محطات أخرى إذا تم البحث، حيث اعتاد الركاب على الاختباء قبل الدخول على هذه المحطات خوفا من الإصابات، وفي حديث مع أحد الركاب قال إن تلك عادة متكررة، ويظل المصاب ينزف حتى يصل القطار إلى المحطة التالية، مما يشكل الخطر على الحياة.
الموضوع لابد جد خطير، ولابد من بحث عن حل مجتمعي أولا وحكومي ثانيا، لأنه لا يمكن أن يقبل أحدا بذلك، وعلينا جميعا أن تتضافر جهودنا معا من أجل منع الضرر على الناس، وإيقاف كل من تسول له نفسه ذلك ولابد أن يتخذ القانون مجراه.