رئيس التحرير
عصام كامل

المصالحة المستحيلة!


بين حين وآخر تنطلق دعوات المصالحة مع الإخوان فتثير ضجيجا على الساحة السياسية، وهو بلا شك ما أعتبره محاولات رخيصة من قبل الجماعة الإرهابية للعودة مرة أخرى، ولكن هذه المرة عن طريق تجنيد الشباب داخل السجون ومطالبتهم بالتصالح مع الدولة مقابل التبرع بجزء من المال..


والسؤال هنا كيف يقبل الشعب المصري التصالح معهم وهم من ارتكبوا أفظع الجرائم ضد الدولة المصرية، وأقول لمن يطالبون بذلك كفوا عن هذا العبث فلن يرضى الشعب المصري بمصالحة مع الجماعة الإرهابية التي أراقت دماء أبنائه من الجيش والشرطة والمدنيين.

وهنا نعيد التذكير بحيثيات حكم اعتصام رابعة العدوية، الذي أكد خطورة هذه الجماعة والحجم الهائل لأموالها التي يجري ضخها لتمويل الإرهاب وشراء السلاح وتدريب الكوادر وتجنيد الشباب والأنصار.. ولا يقلل من حجم هذه الخطورة فقدان تلك الجماعة لأي مصداقية في أعين الشعب حتى إن عامة الناس لم تعد تصدق أو تثق فيما يصدر عنها..

لكن ذلك كله ينبغي ألا ينسينا أن تلك الخطورة لا تزال قائمة بدرجة أو بأخرى، ولا يصح والحال هكذا تجاهل الخطورة الكامنة في أفكار الجماعة وما تخطط له وتسعى إليه من تسميم لعقول الشباب لاستمالتهم إليها بشتى الطرق؛ استغلالًا لظروف اقتصادية أو استحضارًا لمظلومية وهمية لا تزال تراهن عليها.

إن تتبع الخط الفكري لجماعة الإخوان الإرهابية وتاريخ تنظيمها السري والعلني يقول بوضوح إنه لا أمان لتلك الجماعة؛ فهي التي تآمرت ضد رؤساء مصر جميعًا، ولم يكن يعنيها مصر في شيء لا أفراحها ولا أتراحها ولا مناسباتها وأيامها وانتصاراتها القومية المجيدة، وقد سبق لأحد مرشديهم أن قال "طظ في مصر".. كما أن الوطن في أدبيات جماعة الإخوان لا يعدو في نظرهم مجرد حفنة تراب عفنة.
الجريدة الرسمية