رئيس التحرير
عصام كامل

اعتزال الإعلام!


وأنا أتولى رئاسة تحرير مجلة المصور، شكلت فريق عمل من شباب الصحفيين الواعدين بالمجلة، وكلفتهم بإجراء استطلاع رأى على عينة من المواطنين تم اختيارها طبقا للقواعد العلمية في هذا الصدد، حول الوزراء الذين يريدون بقاءهم في الحكومة، وأيضًا الوزراء الذين يريدون أن يغادروا الحكومة. 


وجاءت النتائج تحمل مفاجآت كبيرة، ولذلك نال استطلاع الرأى هذا اهتماما كبيرا وقتها، لم يقتصر فقط على العاملين في بلاط صاحبة الجلالة، وإنما أيضا العديد من المسئولين الذين تفاوتت نسبة تأييد الناس بقاءهم في الحكومة، أو نسبة مطالبة الناس لتركهم الحكومة!

تذكرت هذا عندما أعلنت إعلامية شهيرة أنها قررت أن تعتزل العمل الإعلامي، في أعقاب ضجة أثيرت بعد إذاعة إحدى حلقات برنامجها.. فقد انبثقت فكرة لدي حول استطلاع رأى جديد للناس، مشاهدين ومستمعين وقراء، حول الإعلاميين والصحفيين الذين يَرَوْن أنه يتعين عليهم أن يلحقوا بتلك الزميلة الإعلامية، ويعلنوا اعتزالهم العمل الإعلامي هم أيضا، بشرط ألا يتراجعوا عن ذلك فيما بعد!

وأنا واثق أن النتائج سوف تحوز اهتماما واسعا ليس في الوسط الإعلامي فقط، وإنما في أوساط أخرى، من بينها بالطبع الوسط السياسي.. نعم ستكون النتائج صادمة لعدد من الزملاء الإعلاميين الذين يتصورون أنهم يملكون ناصية الدنيا، ولديهم قبول جماهيري واسع وتأثير كبير لدى الرأى العام، لكنها ستكون مفاجأة لمن راهنوا على هؤلاء الإعلاميين للوصول إلى الناس والتواصل مع الرأى العام، لأنهم سوف يكتشفون أن رهانهم لم يكن موفقا.

إن أول درس نتعلمه في الصحافة والإعلام أننا نخاطب أساسا الناس.. أي القراء والمستمعين والمشاهدين، وأننا يجب أن نسعى لنحوز ثقتهم، من خلال احترامهم وتقديم كل ما هو صادق لهم.. أما إذا فقدنا هذه الثقة في يوم من الأيام، فإننا نصير مثل من يحرث في الماء.. أي يكون عملنا بلا جدوى، لأننا فقدنا القدرة على التأثير في الرأى العام.
الجريدة الرسمية