الأصول الوراثية للنباتات المصرية في خطر.. زراعة الملوخية في اليابان والبرسيم يظهر في إسرائيل.. إنشاء بنك للجينات النباتية في الشيخ زويد.. والبيئة والزراعة تطالبان أجهزة الدولة بدعم المشروع
إن الحاجة إلى صون المخزون الوراثي النباتي (الأصول الوراثية) في مصر واستخدامه المستدام باتت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى وأصبحت ضرورة التوثيق والحفظ شيئًا ملحًا، وبالفعل قامت مصر بجهود حثيثة في هذا الموضوع وتم اقتسام المسئولية بين جهات متعددة إلا أن آليات حفظ حقوق ملكية الأصول الوراثية لا تزال قاصرة، وتحتاج لتعاون اقليمى للمحافظة عليها.
استراتيجيات حفظ الأنواع
ويؤكد الدكتور نور الدين عمر جاد الله، الأستاذ المساعد بقسم الوراثة والسيتولوجى، بالمركز القومي للبحوث، أن استراتيجيات الحفظ تعتمد على أسس هامة، أولها المحافظة على الأنواع في موائلها الأصلية فيما يعرف بالحفظ داخل المنشأ، ويعد الأسلوب الأفضل والأكثر ملاءمة لهذا الغرض في محميات طبيعية أو في حقول المزارعين، وثانيا هناك الحفظ خارج الموائل الطبيعية في الحدائق النباتية وبنوك الأصول الوراثية النباتية، وهي عبارة عن مراكز للأصول الوراثية النباتية مثل الموروثات النباتيةٌ، للبذور وحبوب اللقاح والأنسجة المرستيمية الحية كالبراعم النامية القمية والطرفية.
«فيفي تاكهولم» سيدة النباتات البرية.. كيف وثقت الأصول الوراثية المصرية؟
بنوك الأصول الوراثية
وأضاف جادالله أن مربي النبات قاموا بتحسين النبات من خلال الزراعة المكثفة وطرق التربية التقليدية وكذلك باستخدام تقنيات حديثة وتوظيف هذه التقنيات الحديثة وذلك لمواكبة الطلب المتزايد على الغذاء من قبل الأعداد المتزايدة من السكان، كما أدت التطورات أخيرًا في مجال التقنية الحيوية من تمكن مربي النبات من المحافظة على الأنواع المهددة والمعرضة للأخطار على شكل حبوب لقاح وأجنة والحمض النووي.
وأوضح أنه يمكن تقسيم هذه البنوك إلى عدة أدوار منها بنوك الأصول الوراثية البحثية، وبنوك الأصول الوراثية الوطنية، وبنوك الأصول الوراثية الإقليمية، وبنوك الأصول الوراثية العالمية.
أهداف بنوك الجينات
وتهدف بنوك الجينات النباتية إلى تأمين وتزويد المراكز العلمية البحثية والتعليمية ومحطات التجارب والمزارعين بكميات كبيرة من البذور المعرفة والكافية بدلًا من استيرادها من الخارج، بالإضافة إلى إكثار البذور في محطات التجارب الخاصة والتابعة للبنوك الوراثية النباتية، وتبادل توزيع الأصول الوراثية النباتية والمعلومات مع مراكز بنوك الأصول الوراثة النباتية العالمية، بالإضافة إلى التدريب والتعليم وعقد ورش عمل وحلقات دراسية لإعداد كوادر وطنية مؤهلة للعمل بمراكز وبنوك الأصول الوراثة النباتية.
آلية عمل البنوك
وتقسم آلية عمل بنوك الأصول الوراثية النباتية إلى مجموعتين:
المجموعة الأولى: يتعلق عملها بمتابعة سير العمل علميا للمحافظة على الأصول الوراثية النباتية بدءًا من جمع الأصول الوراثية النباتية إلى تخزينها بصورتها النهائية.
أما المجموعة الثانية: فيتعلق عملها في القيام بالنشاطات البحثية العلمية وذلك بإجراء التجارب العلمية، مثل الدراسات الفسيولوجية للبذور والتهجين وزراعة الأنسجة والدراسات السيتولوجية كتحديد العدد الصبغى، ودراسة الحامض النووي، وعمل البصمة الوراثية.
ويؤكد الدكتور عمر نور الدين أن بنوك الجينات الجيدة تمكنت من الحفاظ على التنوع الجيني وجعله في نفس الوقت متاحًا للمربين، حيث وضعت معايير لبنوك الجينات للموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة والتي أعدت بتوجيه من هيئة منظمة الأغذية والزراعة للموارد الوراثية للأغذية والزراعة والتي صادقت عليها في دورتها العادية الرابعة عشرة في عام 2013 والإجراءات التي ينبغي اتباعها لصون الموارد الوراثية النباتية، وأقرت الهيئة بأن هذه الموارد ذات قيمة عالمية في حفظ الأصول الوراثية في جميع أنحاء العالم.
أستاذ بالقومي للبحوث: سيناء تساهم بـ 7،6% من الأنواع النباتية في مصر
موقف المصادر الوراثية في مصر
وأكد الأستاذ بالمركز القومي للبحوث اهتمام مصر في الآونة الأخيرة بالمصادر والأصول الوراثية خاصة بعد تعرض بعض مصادرها الوراثية لتهديدات تضيع معها حقوقنا في هذه الأصناف فظهرت الطماطم الادكاوى المتحملة للملوحة في تكساس بأمريكا والملوخية المصرية في اليابان والبرسيم المصرى بإسرائيل لذا ارتكزت أعمال الحفظ والتوثيق على محورين حكوميين تمثل الأول في جهود وزارة البيئة بإنشاء المحميات الطبيعية التي بلغت 30 محمية بإدارات متخصصة وعلى مستوى عال من التأهيل، والثانى اضطلعت به وزارة الزراعة المصرية بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا والجامعات والمراكز البحثية فظهر للنور بنك الجينات النباتية بالشيخ زويد بسيناء وبنك الجينات القومي بوزارة الزراعة بمركز البحوث الزراعية.
كما وقعت مصر العديد من الاتفاقيات مع شبكات الحفظ الدولية مثل الفاو والأيكاردا بسوريا وأبجرى بإيطاليا والسيميت بالمكسيك ووقعت اتفاقيات مع هيئات حقوق الملكية الفكرية وحقوق المربى ومنظمة اليوبوف وأصدرت أكاديمية البحث العلمى موسوعة النباتات البرية في مصر والتي تم توثيقها بعمل البصمة الوراثية لها.
واختتم جادالله حديثه بأنه رغم ما سبق ذكره من إنجاز فإن هذا العمل يحتاج إلى المزيد من الجهد والعطاء لاتساع الفاعلين فيه وأهمهم مربي النبات والوراثيين بكافة تخصصاتهم في المراكز البحثية المتخصصة والأقسام ذات الصلة بكليات الصيدلة والطب البيطرى والعلوم والزراعة وشركات البذور ومنتجى ومسوقى النبات، لافتا إلى أن هذا يحتاج إلى مركز خاص بالأصول الوراثية يكون ضالعًا بكل ما سبق.
