رئيس التحرير
عصام كامل

«فيفي تاكهولم» سيدة النباتات البرية.. كيف وثقت الأصول الوراثية المصرية؟

فيفي تاكهولم
فيفي تاكهولم

صون الأصول الوراثية النباتية واستخدامها المستدام والاقتسام العادل والمنصف للمنافع التي تتأتى من استخدام الأصول الوراثية يشكل نشاطات دولية وإقليمية وضرورات حتمية على حد سواء، وتنبهت مصر لهذه النقطة جيدًا فبدأت فيها مبكرًا منذ عهد أجدادنا الفراعنة الذين احتفظت مقابرهم بالعديد من بذور النباتات المهمة، حيث مثلت النباتات بالنسبة لهم مصدرا هاما للغذاء والكساء والدواء.


أستاذ بالقومي للبحوث: سيناء تساهم بـ 7،6% من الأنواع النباتية في مصر


وتعتبر بردية ايبرس أول روشتة نباتية سبقنا بها العالم أجمع وللأسف فهذه البردية توجد الآن في ألمانيا، وفى العصر الحديث كانت جهود العالمة السويدية فيفي تاكهولم التي عملت كأستاذة لعلم النبات في جامعة القاهرة خلال الفترة من 1946 إلى 1978 والتي قدمت لمصر عام 1926 برفقة زوجها جونار تاكهولم، الذي كان أول أجنبي يعين أستاذًا لعلم النبات في كلية العلوم بجامعة القاهرة عام 1925 وأطلق عليها اسم سيدة النباتات البرية المصرية.

لأول مرة.. إنتاج مضادات للاكتئاب من النباتات في مصر


وانطلقت تاكهولم تعمل وتثبت جدارتها، وتنشر أبحاثها ومؤلفاتها الرائدة عن النباتات المصرية القديمة والحديثة، وتشارك في تطوير قسم علم النبات في جامعة القاهرة، وتأسيس معشبته، كما قامت بالتدريس، والإشراف على الرسائل الأكاديمية، حتى نالت عن استحقاق درجة الأستاذ الزائر في جامعة القاهرة.

ووضعت فيفي تاكهولم، التي لا تحمل درجة الدكتوراه، موسوعة مستفيضة عن نباتات مصر نشرتها في أجزاء متعاقبة ضمن مطبوعات جامعة القاهرة تحت اسم "نباتات مصر" ظهر الجزء الأول منها عام 1941، وشاركها في تأليفه كل من زوجها البروفيسور جونار تاكهولم ومحمد درار من معشبة المتحف الزراعي، أما الجزءان الثاني والثالث فظهرا عامي 1950 و1954، بالإضافة إلى كتاب تدريسي عن الحياة النباتية المصرية لطلاب مرحلة البكالوريوس، وهي أول موسوعة لنباتات مصر سبقت موسوعة أكاديمية البحث العلمى في مصر.

حديقة لعرض نباتات المصري القديم بأبو سمبل في أسوان


وأنجبت مصر العديد من الأساتذة الأفاضل الذين اهتموا بهذا التوجه من حفظ وجمع وتوثيق نذكر منهم الدكتور كمال البتانونى والدكتور عبدالفتاح القصاص والدكتور أحمد مرسي والدكتور لطفى بولس والدكتور أحمد البلال والدكتورة فايزة حمودة والدكتور إسماعيل عبد الجليل والدكتور عبد المنعم أبو زيد والدكتور محمد الجبالى، وكان وراء كل هذه الأسماء مدرسة علمية متخصصة وعلماء كثر من الجامعات والمراكز البحثية ووزارة شئون البيئة والشركات ومؤسسات المجتمع المدنى والقطاع الخاص المعنية بهذا الموضوع.
الجريدة الرسمية