رئيس التحرير
عصام كامل

حكومتنا وشبابنا!


شبابنا كما هو متعطش لكل رأي مستنير مقنع ولكل معلومة صادقة منطقية وواقعية، ففي النهاية لا يقنع إلا المقنع.. واتساقًا مع الهدف ذاته فإن المبادرات الرئاسية لتمكين الشباب وتدريبهم وتأهيلهم ودفعهم لمراكز القيادة في الأجهزة الحكومية بدأت تؤتي ثمارها؛ ذلك أنها تعمل على بناء وإنتاج قاعدة شبابية واعية وصالحة لقيادة المستقبل بالعلم والمعرفة والتكنولوجيا.


ولا يبقى إلا أن تبني الحكومة على ما بدأه الرئيس وأن تترجم توجيهاته وأفكاره إلى واقع مثمر يكون قيمة مضافة للبلاد وذخرًا لمستقبلها.. وأن تبادر الأجهزة المعنية بالشباب بعقد لقاءات منتظمة معهم في شتى ربوع الجمهورية حتى نفوت الفرصة على أعداء مصر الذين يتربصون بها الدوائر..

ومن حسن الطالع أن مصر بدأت بالفعل تغييرات كبرى في جميع المجالات لإصلاح ما فسد في عهود سابقة لاسيما فيما يخص بناء الإنسان؛ عقله وضميره وأخلاقه ووجدانه وإجهاض كل محاولات الجماعة الإرهابية وكسر أذرع الداعمين للإرهاب وصناعه الذين لا يرجون لمصر ولا لشعبها خيرًا.

لقد قال الرئيس السيسي إن الشر لا يبني الأمم ولكن العمل والتعمير والإخلاص والعزم الصادق هو ما يبني الدول وينهض بالشعوب.. ولن تكف محاولات الأشرار عن فعل أقصى ما يستطيعون كي تركع مصر وتسقط وتخضع لحكم جماعة الإخوان وللدواعش.. لكن هيهات هيهات لما يتوهمون ؛ فالشعب المصري أصبح على وعي كامل بما يحيكون، مدركا ما يخططون له.

نعود إلى ما جاء في حيثيات حكم جنايات القاهرة فيما يخص اعتصام رابعة ومصادرة أموال جماعة الإخوان الإرهابية؛ ذلك أنه حكم يستحق التأمل والتنبيه لخطورة ما توصلت إليه المحكمة التي قالت بوضوح: "يخطئ من لا يتصور أن مصر تقود حربًا ضد إرهاب منظم تدعمه دول وجماعات بعينها لإضعاف الدولة.. لكن ثورة 30 يونيو زلزلت عرش الإخوان فحاولوا الانتقام من الشعب لقيامه بثورة قضت على آمالهم فخرجوا للتصدي لحراك الوطن وتنفيذ مخططات إرهاب لم تتوقف.. خرجوا على الشعب بوجههم القبيح تملأ صدورهم مرارة الهزيمة وتكتظ بالغيظ وتشهد حالهم أنهم ما خرجوا إلا ليثأروا وينتقموا"..

وانتهت المحكمة بإدانة المتهمين والحكم عليهم بالإعدام والسجن.. كما أدانت معظم قيادات الإخوان بارتكاب جرائم تضر بأمن البلاد وتعرض سلامة المجتمع للخطر..

ولم تنس المحكمة أن تناشد رجل الدين المسلم والمسيحي القيام بواجبهما الوطني لاستنقاذ الشباب من براثن الجهل والجماعات المتطرفة، التي تجيد توظيف التطورات السريعة والمتلاحقة لوسائل تداول المعلومات ومواقع التواصل الاجتماعي..

كما انتهت إلى التأكيد أن اعتصام رابعة ارتكبت فيه العديد من الجرائم، ما بين قتل وشروع فيه وتعذيب واحتجاز وتعدٍ بالضرب على المارة من المواطنين العزل وخطف بعضهم وبينهم رجال شرطة أثناء تأدية عملهم، وإحداث شلل مروري كامل وإغلاق شوارع وترويع سكانها والتعدي عليهم واتخاذهم دروعًا بشرية..

وهكذا يتأكد أنه ينبغي أن نعيد التذكير بما جرى في تلك الأيام من باب أن الذكرى تنفع المؤمنين.. فآفة حارتنا النسيان كما يقولون.
الجريدة الرسمية