أفيقوا قبل فوات الأوان
كلما تقدم الزمان وادعت الأمم الحضارة والتحضر والرقي والتقدم تخلف المجتمع البشري عن الركب الإنساني الكريم، وكلما سقطت القيم الإنسانية النبيلة وانحلت الأخلاق وانعدمت، وتحت شعار الحرية المغلوطة، حرية الأهواء والعهر والوضاعة والمجون، حرية إطلاق العنان لأهواء النفوس وغرائزها.. تلك الحرية التي تجعل صاحبها أسيرا لشهواته ونزواته..
انفك الكثير من الناس من قيود شريعة الإسلام الغراء والتي هي حصن الأمن والسلامة ومصدر الحفظ والوقاية والحماية، فأهملوا إقامة أركان الدين وخاصة الصلاة التي هي عماد الدين، فمن أقامها فقد أقام الدين ومن تركها فقد هدم الدين. وهي كما جاء في الحديث النبوي الشريف أول ما يحاسب عنه المرء، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله.
انقاد الناس خلف أهواء الأنفس والغرائز والشهوات والتقاليع الشاذة والصيحات الضالة التي ما أنزل الله بها من سلطان، فضاعت القيم الإنسانية النبيلة والأخلاق الكريمة التي بها يكون الإنسان محترم له قدر وقيمة وكيان، فبالقيم النبيلة تستقيم حياة الإنسان في الدنيا ويسعد بها في الآخرة عند لقاء ربه تعالى ومولاه جل في علاه.
لقد استطاع الصهاينة الملاعين وأعداء الإنسانية والحياة وأصحاب الأطماع التي لا تنتهي وأصحاب القلوب المريضة بالطمع وحب الدنيا فرض السيطرة والهيمنة والنفوذ على الغير وملئه بالحقد والكراهية والحسد والكراهية للمسلمين والعرب لتوهمهم بأنهم شعب الله المختار..
استطاعوا بما يملكون من وسائل السيطرة التحكم في وسائل الإعلام العالمية بكل صورها أن يسمموا أفكار شبابنا، من خلال مخاطبة الغرائز والأهواء والشهوات، وذلك بعرض وبث الأفلام والفيديوهات الإباحية التي تثير الشهوة في النفوس المريضة وما أكثرها في هذا الزمان، وأعمال البلطجة والعنف التي تثير النزعات العدائية في النفوس وصيحات الموضات الماجنة التي تتسم بالعري والخلاعة والسفه، وغيرها من التقاليع الشاذة مما يفسد الأخلاق ويضيع الدين والهوية والعادات وتقاليدنا الشرقية، ولقد نجحوا إلى حد كبير في طمس هويتنا العربية والشرقية وتغريبنا في مجتمعاتنا..
وللأسف الشديد انقاد معظم الشباب خلف صيحاتهم الضالة المضلة فظهر العري والمجون والخلاعة والتقليد الأعمى للغرب. وظهرت أعمال الإجرام والبلطجة في شوارعنا.. يا سادة يا من أقامكم الله تعالى على أمر العباد والبلاد مطلوب عمل وقفة بحزم مع الإعلام المأجور ومتابعة كل ما يعرض على الشاشات وعدم السماح لأي عمل ضد أخلاق ديننا الحنيف وعادتنا الشرقية.. مطلوب صحوة إعلامية من إعلام الدولة وأصحاب الإعلام الخاص المحترمين الغيورين على ديننا وهويتنا وعاداتنا وتقاليدنا الشرقية وهويتنا والعربية..
مطلوب صحوة تنوير وإفاقة وتصحيح للمسار قبل فوات الأوان. صحوة تعيد أبناء المجتمع العربي والشرقي إلى منهج الدين الحنيف وإلى هويتهم العربية.. وعلى رجال الدين والدعوة أن يقوموا بدورهم على الوجه الأكمل ويجب عليهم أن يخرجوا من لغة وأساليب الدعوة النمطية المعتادة التي مل الناس منها، وأن يجددوا في فكرهم وأسلوب الخطاب الديني في الدعوة وأن يأخذوا بالحكمة والموعظة الحسنة بيد شبابنا الذين هم عصب المجتمع ومصدر قوته وبناته وحماته، والذين هم أيضا على مشارف الضياع وخاصة المدمنين منهم، والشاعرون باليأس والضياع، وإعادتهم إلى دينهم وربهم برفق ولين.
وعلى الدولة أن تعمل بكل جهدها لحل مشاكلهم وفتح أبواب الأمل أمام وجوههم... ويجب على رب كل أسرة أن يتقي الله في أهل بيته بأن يحسن تربية أبنائه، وأن يكون قدوة طيبة لهم.. وعلى كل إنسان أن يتذكر أنه في دار ابتلاء واختبار وأنه راحل عنها وملاقي الموت وملاقي ربه عز وجل وليتذكر لحظة فراقه للدنيا وخروجه منها، فليتذكر الموت وظلمة القبر ووحشته ووحدته فيه ويوم وقوفه بين يدي ربه عز وجل للحساب..