"الغنوشي" يلعب في تونس!
قد يرى البعض من بعيد في نتائج آخر استطلاع للرأي حول النتائج المتوقعة للانتخابات الرئاسية التونسية تمثل صدمة لزعيم حركة النهضة الإخوانية في تونس "راشد الغنوشي".. حيث جاء مرشح الحركة "عبدالفتاح مورو" في الترتيب الخامس بين المرشحين الذين تصدر قائمتهم وزير الدفاع "عبدالكريم الزبيدى" مرشح حزب الرئيس الراحل "السبسى".
لكن من يتابعون عن كثب ما يدور في تونس، ويلمون بألاعيب "الغنوشى" ومؤامراته يعتقدون أن نتائج استطلاع الرأى الخاص بالانتخابات الرئاسية التونسية أسعدته!.. فهم يَرَوْن أن "الغنوشى" منذ أن عاد "مورو" إلى تونس وأخذ ينازعه في زعامة حركة النهضة لمكانته التاريخية فيها، وهو يرتب للتخلص منه، ولم يجد غير الدفع به للانتخابات الرئاسية ليتحقق له ذلك..
ببنما هو اختار المشاركة في الانتخابات البرلمانية.. حيث يأمل "الغنوشى" أن ينال "مورو" هزيمة ساحقة له في هذه الانتخابات تقصيه من أي منافسة معه على زعامة حركة النهضة، خاصة إذا نجح "الغنوشى" في الفوز في الانتخابات البرلمانية وتمكن من الفوز بمقعد رئيس البرلمان، الذي يختار رئيس الحكومة ويراقب السلطة التنفيذية ويتحكم في التشريع..
وبهذا المعنى فإن نتائج استطلاع الرأى لا تزعجه لأنها تمكنه من التخلص من منافسه العتيد، وفى ذات الوقت فإن نتائج استطلاع الرأى توقعت أن يحل "يوسف الشاهد" رئيس الحكومة التونسية في المركز الرابع قبل "مورو"، وهو ما يشير إلى أن احتمالات فوزه بالانتخابات الرئاسية ضعيفة.
وبذلك سوف يتخلص "الغنوشى" من حليف له استخدمه لضرب حزب الرئيس "السبسى" ولم يعد يحتاجه الآن بعد أن زاد طموحه أكثر من اللازم في تقدير "الغنوشى".. أرأيت كيف يلعب كادر إخوانى عتيد؟!