زلزال شباب الإخوان يصل تركيا.. ورموز بارزة تتهم الجماعة بالفشل
تعيش جماعة الإخوان على واقع زلزال عنيف أحدثته رسائل الشباب المحبوسين، والتي تنادي بمصالحة مع الدولة، بهدف كتابة سطر النهاية لأزمة طالت فصولها منذ أعوام.
ومنذ الأمس انشغلت قنوات الإخوان في تركيا والجزيرة القطرية، بمناقشة "رسائل الشباب" التي حملت هجوما غير مسبوق على قيادات الجماعة بسبب إهمال الشباب وتركهم في السجون بدون اهتمام لمصيرهم، والاكتفاء بين الكبار بالصراع على كعكة المكاسب المالية التي يحصدونها من دول إقليمية ومنظمات دولية.
ووسط زلزال القواعد الذي أسقط الكوادر من عرش التنظيم، خرجت أبواق تكذب صدور مثل هذه الرسائل عن شباب الإخوان مداعية صمودهم داخل السجون، الأمر الذي دفع خيرى خير أستاذ العلوم السياسية بجماعة سكاريا التركية، والذي عمل سابقا في المكتب السياسي التابع لمكتب إرشاد الجماعة في مصر، بانتقاد تصريحات القيادات ضد ثورة الشباب المحبوسين.
وقال في مداخلة على قناة الجزيرة القطرية، أن محاولة الإخوان إثبات عدم صحة استغاثة عدد من المحبوسين يمثل تهربًا من مسؤوليتها الأخلاقية والسياسية، وذلك باعتبار أنها استمرأت الصدام مع الدولة دون رؤية وتقدير لموقفها، فقد تشددت في التمسك بالرئاسة دون القدرة على الحفاظ عليها، (كما أسست لاعتصام رابعة وتحدي مخالفيها، وورطت المعتصمين، فيما غادر مسئولوها الاعتصام في بداية الفض وتركوهم دون بيان أو توضيح ما يجب عليهم فعله، واختفى "القادة" واعتقلوا لاحقًا من أماكن هروبهم أو اختفائهم).
مضيفا، أن تأكيدها المستمر على الثبات والصمود لايحمل مضمونا واضحًا بقدر ما يتلاقى مع الخطاب الميثولوجي –الأسطوري- المنغلق والذي يصنف كل الأشياء تحت مظلة العقيدة، فيما أن جزء كبيرا من العمل السياسي هو على أساس تعاقدي يصلح ويفسد وفق شروط اجتماعية متغيرة. وعادة ما تلجأ الإخوان لهذا الكلام، الابتلاء والثبات، عندما تقع في أزمة ولا تسعى للاجتهاد في حلها وتتركها لمصيرها، لكنها في حالة الرخاء والاسترخاء انقلبت على أمرها، ففي وقت وجودها في الرئاسة قبلت بالاقتصاد الليبرالي وتناست كلامها في تقعيد كل شئ.
واستطرد خيري، أن تاريخ الإخوان، من وجهة نظرهم، يمثل حالة شفهية، لا تكاد تتثبت من شيء أو حادثة، وهذا ما يتيح الفرصة للمراوغة في تفسير الأحداث حسب الرواية المقطعة الأوصال والمخلوطة بالحشو الفارغ، ولذلك يمانع مسئولوا الجماعة في إعلان تقييم أو توثيق لأعمالهم خلال الفترة الماضية، وهذا يمثل ميزة للجماعة في ترويج رؤية معينة، داخليا، تعضد الانسياق وارء المسئولين، لكنه يمثل عيبا، في أن الرويات المعلنة تشكل وعي الجماهير.
وقال: إنه بينما يشن الإخوان حملات هجومية على الاستغاثة ومؤيديها، لم يقدموا حلا على مدى ست سنوات، واكتفوا بالإدانات والصرف على أعمال حقوقية فشلت في تحقيق أي شئ، والقيام بأنشطة أخرى على سبيل الاستنفاع وشيلني واشيلك، وهنا أشرت إلى الحديث المتكرر عن وجود 60 ألف معتقل، بتطلب، منهم، إثبات قائمة باسمائهم، وأشرت إلى أن ثمة تقديرات تشير إلى أن الرقم أقل من هذا بكثير.
النقطة الأخيرة من وجهة نظر الخبير القريب من الجماعة، تتعلق بملائمة الدور السياسي للإخوان تجاه المحبوسين، وهنا لابد من النظر إلى أن وجودهم في أزمة مستمرة منذ 1947، يشير لوجود عيب خلقي في تأسيس الجماعة، فليس من المقبول عقلا أن تكون النتائج على هذا النحو، رغم وجود فرصة في 1952 و2011، لكنها أهدرتها على نحو عجيب، ولهذا خلصت إلى أن حركة الإخوان ليست القناة والأداة المناسبة لتسوية أي مشكل سياسي، وأن تدخلها زاد الطين بلة، على مدى عقود خلت، ويمكن القول، أن الجماعة لم تثبت جدراة سياسية على مدى تاريخها، فكان دخولها للمجال السياسي، سببًا عاما لدخول الجماعة في أزمة عمقت روح الملظلومية اليائسة.
أول رد من إخوان السجون على تجاهل الجماعة: نطالب الدولة باحتوائنا ونعتزل العمل السياسي والدعوي
وفى سياق متصل، كشف أحد شباب الجماعة الهاربون إلى تركيا، أن حالة الثورة الداخلية بالتنظيم لم تقتصر على المحبوسين بل أنها طالت الخارج في ظل ما كشفت عنه الأعوام الماضية من خداع ونفاق مارسته تلك القيادات التي خدعت الجميع بحديث زائف عن العودة المحتومة وخديعة الشرعية التي اتخذتها وسيلة لتحقيق مكاسب مالية هائلة من أطراف معنية.