رئيس التحرير
عصام كامل

أثرياؤنا.. والفريضة الغائبة!


ما الذي جرى للمصريين الذين كان الجود والكرم أهم خصالهم.. ألا يعني ما نراه الآن من الأغنياء أن الرسالة الاجتماعية لرأس المال الوطني فريضة غائبة عندهم، رغم أن ديننا الحنيف حث عليها ودعا إلى البذل والعطاء والتكافل الاجتماعي، وهو الأمر الذي تسعى الرأسمالية لتحقيقه في الغرب رغم أن البعض يحلو له أن يصمها بالمتوحشة..


لكن ذلك لا يمنعنا من القول إن هناك رجال أعمال شرفاء يستحقون التقدير لوطنيتهم وإحساسهم بالوظيفة الاجتماعية لرأس المال الخاص، لكنهم قلة محدودة نراهم يتجاوبون مع مبادرات الدولة، سواء بدعم صندوق تحيا مصر، أو دعم مشروعات تطوير العشوائيات أو بناء المدارس والمستشفيات.

أثرياؤنا كثر والحمد لله، وهم لا يقتصرون على رجال الأعمال المشهورين الذين يتداول الإعلام أسماءهم.. فثمة أغنياء بين جميع فئات المجتمع، لكنهم مع الأسف يترددون كثيرًا في دعم أو المشاركة في أعمال الخير إذا ما دعت لذلك حاجة، رغم أن ذلك أضعف الإيمان، وأقل ما يمكن أن يقدموه لوطن جاد لهم بكل شيء، ومنحهم الثروة والشهرة والأمن وكافة مقومات الحياة والرخاء..

لكنهم بخلوا بالمساعدة ومنعوا يد العون عن بني وطنهم من الفقراء والمحتاجين، ولم يكترثوا بمعاناة غيرهم ما داموا هم موسرين مترفين ومنعمين يرفلون في ثروات ربما جمعوها من حلال أو حرام، ناسين أن في أموالهم حقًا معلومًا تهربوا من سداده، رغم أن أكثرهم جمع تلالًا من المال وكدسها في البنوك هنا وهناك، عبر الحصول على أراضٍ بطرق غير مشروعة في غيبة العدالة التي لم تطالهم يدها لكن عدالة الله لهم بالمرصاد.
الجريدة الرسمية