متى نحكم على أنفسنا ونرضى بالحكم؟!
كلما زاد علم الإنسان نضج عقله ولكن وقتها يتردد قبل إعطاء رأي في أي أمر لأنه يضع في حسبانه احتمالات كثيرة.. وفي نفس الوقت كلما رضي عن نفسه، تقبل ذاته، وتقبل الرأي الآخر.
وكلما كان الإنسان جاهلا وثق في رأيه.. فانغلق عقله ورفضه محيطه ومجتمعه وبالتالى رفض نفسه.. ورفض الرأي الآخر.
الحياة أقصر مما نتوقع.. أتمنى من كل واحد منا يخرج من عقله وجسمه ولو ساعة ويقف بعيدا يراقب فيها نفسه ويحكم عليها، وكأنه شخص ثان، ويتذكر كل اللى ممكن يغيره.. ممكن كلمة واحدة تغيره بجد.. فلابد أن يرى كيف يراه الناس؟
فهل نكتفى من التخلف والعنف والكراهية والكذب والفهلوة والغفلة.. ألا نكتفى من الضغائن والسرقة والفساد وسائر الصفات التي جعلتنا نقف في آخر طابور العالم أخلاقا، بعد أن كانت صفاتنا الحسنة وأخلاقنا وعلمنا مثار حديث العالم.
هل لاحظنا معدل الإنجاب في المحافظات التي زادت بها معدلات الفقر لنعرف الكارثة التي وصلنا لها. هل لاحظنا أنه كلما زاد الفقر زاد عدد الأبناء، وكلما زادت المقدرة المادية قل عدد الأبناء، هل لاحظنا أننا نزيد بمعدل ( ٢٣٨٠٠٠٠ ) طفل سنويا أي بمعدل طفل كل ١٥ ثانية، وللأسف يؤمن هؤلاء أن الطفل سيأتى برزقه! والنتيجة أن من يعانى الفقر يكون لديه عدد كبير من الأطفال فلا يستطيع رعايتهم كما أمرنا الله، وينتهى الطفل إلى الشارع للأسف.
فعن ابن عمر رضي الله عنهماـ قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته: الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، فكلكم راع ومسئول عن رعيته".
في هذا الحديث الشريف يذكرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن المسئولية تقع على كل فرد من أفراد الأمة، فليست المسئولية مقصورة على الحاكم وحده، ولكنها شاملة لكل أفراد الأمة، فكل فرد مسئول عما اؤتمن عليه كل في دائرة اختصاصه.
لذا لابد أن نتغير ونترك التواكل ونتحمل المسئولية حتى نتغير ونلحق بركب العالم المتقدم، ونستعيد مجد أجدادنا الفراعنة لنستحق التباهى بحضارة السبعة آلاف سنة.