رئيس التحرير
عصام كامل

عيد اللحمة!


يطلق المصريون منذ القدم على عيد الأضحى عيد اللحمة، نظرا لأن عيد الأضحى تذبح فيه الأضاحي، وتوزع لحومها على الفقراء وأيضًا الأهل والأقارب والأصدقاء.. ومنظر عمليات توزيع لحوم الأضاحي لا ينساها من ينتمى لجيلى.. فهى مناسبة للپعض لتذوق طعم اللحم المحروم منه معظم أوقات السنة.. وكذلك منظر الجزارين الذين يتجمع حوله أصحاب الأضحى أيام العيد لذبح أضاحيهم صار منظرا متكررا ومألوفا أيضا في شوارع مدننا.


لكن الملفت أن هذا المنظر تعرض لبعض الانكماش هذا العام.. أي انخفضت اعداد أصحاب الأضاحي، وبالتالى إعداد الأضاحي.. والجزارون الذين كانوا يسهرون ليلا أول أيام العيد أغلقوا محلاتهم مع نهاية النهار.. والقراءة السريعة لذلك قد تفيد انخفاض أعداد الأضاحي.. وياليت هناك جهة رسمية، ترصد لنا استهلاك المصريين للحوم هذا العام قياسا للأعوام الماضية، قياسا لما يحدث مع استهلاكنا من الطعام خلال شهر الصيام، والذي يتعرض للزيادة دوما.

نريد أن نعرف هل استهلاكنا من اللحوم انخفض في عيد اللحمة، رغم انخفاض التضخم أم لا؟! وإذا كان هذا حدث فما دلالته؟! فمنذ فترة ليست قصيرة توقفت أسعار اللحوم عن الارتفاع لحدوث انخفاض في كمية استهلاكها، بعد أن حدث في السنوات الأخيرة بعض التغيرات في نمط استهلاك قطاعات اجتماعية واسعة، خاصة التي تنتمى للطبقة الوسطى والطبقة الوسطى الصغيرة.. فهكذا يمكننا أن نعرف مجتمعنا، وبالتالى نعرف ما يحتاجه من سياسات اقتصادية. 
الجريدة الرسمية