ملامح «تشرنوبل» جديدة.. كارثة نووية تضرب روسيا.. انفجار بطابع «نووي» في قاعدة نيونوكسا لإطلاق الصواريخ.. 190 ألف مواطن معرضون لخطر الإشعاعات.. وإقبال واسع على شراء اليود للحماية من
بعد وقوع انفجار داخل قاعد نيونوكسا لإطلاق الصواريخ شمال روسيا، ومقتل 5 موظفين فيها، ورغم تأكيد الجيش الروسي عدم وجود تلوث إشعاعي ناتج عن الانفجار، إلا أن موسكو أعلنت أن الانفجار انطوى على طابع نووي، بعدما لاحظت بلدية مدينة سيفيرودفينسك ارتفاعا وجيزا في مستوى الإشعاع.
إقرار رسمي
وأقرت روسيا، بحسب «فرانس 24»، بأن الانفجار الذي وقع في قاعدة نيونوكسا لإطلاق الصواريخ شمال البلاد الخميس الماضي ينطوي على طابع نووي، موضحة أنه تسبب في مقتل خمسة أشخاص.
وأشارت وكالة روساتوم الروسية النووية في بيان أن خمسة من موظفيها قد قتلوا في هذا الانفجار، موضحة أن ثلاثة أشخاص آخرين أصيبوا بجروح ناجمة عن تعرضهم لحروق.
وذكرت الوكالة أن المصابين يعالجون في مركز طبي متخصص.
وأكدت روساتوم أن موظفيها كانوا يقدمون الدعم الهندسي والتقني المتعلق بالوقود المستخدم في محرك الصواريخ.
وبعد الحادث مباشرة، اكتفت وزارة الدفاع بالقول أنه وقع خلال القيام بتجربة "محرك صاروخ يعمل بالوقود السائل"، مشيرة إلى وفاة "اثنين من الاختصاصيين متأثرين بجروحهما" وإلى إصابة ستة آخرين.
تناقض التصريحات
وإذا كان الجيش الروسي ومتحدث باسم الحكومة الإقليمية قد أعلنا الخميس أنه "لم يحصل تلوث إشعاعي"، فإن بلدية مدينة سيفيرودفينسك التي يبلغ عدد سكانها 190 ألف نسمة وتبعد نحو 30 كلم عن القاعدة، أكدت على موقعها على الإنترنت أن أجهزة الاستشعار لديها "سجلت ارتفاعا للنشاط الإشعاعي لمدة قصيرة".
لكن الخبر سرعان ما سحب من على موقع بلدية المدينة، كما لم يحدد أيضا المستوى الذي بلغه النشاط الإشعاعي.
ارتفاع مستوى الإشعاع
وصرح المسئول في الدفاع المدني المحلي، فالنتين ماجوميدوف، لوكالة أنباء تاس، بأن مستوى الإشعاع ارتفع إلى 2،0 ميكروسيفيرت في الساعة لمدة ثلاثين دقيقة، مشيرا إلى أن الحد الأقصى المقبول للتعرض للنشاط الإشعاعي هو 0،6 ميكروسيفيرت في الساعة.
ونشرت منظمة جرينبيس روسيا رسالة من مسؤولين في مركز للأبحاث النووية أعطوا فيها الرقم نفسه، لكنهم أكدوا أن الإشعاع استمر أقل من ساعة واحدة، من دون أن تكون له أية مخاطر على الصحة حسب المسؤولين.
شراء اليود
وبرغم ذلك، هرع سكان سيفيرودفينسك ابتداء من الجمعة إلى الصيدليات لشراء اليود، الذي يحمي الغدة الدرقية إذا ما وقع حادث نووي.
وقالت صاحبة الصيدلية إيلينا فارينسكايا: «بدأ الناس يشعرون بالذعر، وفي غضون ساعة بيعت كل أقراص اليود أو الأدوية التي تحتوي على اليود»، موضحة أنها «وزعت قسائم تحتوي على كل القواعد التي يتعين التقيد بها في حال حصول تلوث إشعاعي».
ولم تنشر السلطات حتى الآن سوى القليل من التفاصيل عن الحادث في القاعدة التي افتتحت في 1954 والمتخصصة في اختبار الصواريخ للأسطول الروسي. وتجرى فيها خصوصا تجارب حول الصواريخ الباليستية.