رئيس التحرير
عصام كامل

نحن نساعد الإخوان!


"عبد الرحمن خالد محمود عبد الرحمن" هو اسم الإرهابى الذي قاد السيارة المفخخة إلى تم تفجيرها أمام معهد الأورام كما أعلن بيان وزارة الداخلية.. وهذا الإرهابى من مواليد شهر أبريل عام ١٩٩٥، أي أن عمره ٢٤ عاما.. وهنا علينا جميعا بمن فينا سمح بعودة "برهامي" للخطابة مجددا في المساجد أن نتوقف هنا قليلا.


فهذا الإرهابى الشاب كان عمره لا يتجاوز ثمانية عشر عاما عندما تمكن الإخوان من اعتلاء حكم البلاد.. أي كان قد ودع بالكاد الطفولة.. أي أنه في الأغلب تم تجنيده لحركة حسم التي نشأت بعد الإطاحة بحكم الإخوان وهو في التاسعة عشر من عمره.. وثمة احتمال أنه تم قبلها تجنيده لجماعة الإخوان واختير ليكون أحد أعضاء تنظيمه السرى، ثم تم اختباره لحركة حسم بعد أن تم إنشاؤها لتمارس العنف بعد الإطاحة بحكم الإخوان.

ومن يتابع العمليات الإرهابية التي تورط فيها الإخوان وضبطتها الشرطة سوف يكتشف أن "عبدالرحمن" ليس حالة خاصة وإنما هو حالة متكررة كثيرا.. وهذا يعنى أن الإخوان لديهم القدرة على غواية والإيقاع بالشباب الصغير السن وتجنيدهم في الجماعة، بل وتجهيزهم للقيام بعمليات عنف وإرهاب.. وإذا كان الإخوان يجدون من يدعمهم بالمال والملاذ الآمن والغطاء السياسي في الخارج، فانهم يجدون أيضا من يساعدهم في التغرير بشبابنا، من خلال نشر التطرّف الدينى الذي يخلق من هؤلاء وحوشا آدمية.

وإذا كنّا لا نقدر أن نتخلص تماما من داعمى الإرهاب في الخارج، فإن في أيدينا أن نحرم الإخوان وبقية التنظيمات الإرهابية من إغواء مزيد من شبابنا والإيقاع بهم في شركهم، وتحويلهم إلى عناصر انتحارية ومجرمين وقتلة ومخربين.. وذلك بأن نحارب التطرف الدينى بجدية، تتجاوز نشر بعض الكتب التي ترد على مقولات التطرّف الدينى أو إعداد بعض البرامج الدينية لمواجهة التطرّف الدينى بينما ينضح منها هذا التطرّف أحيانا، أو حتى مواربة وزير الأوقاف على خطبة الجمعة التي ينقلها التليفزيون أسبوعيا!

بينما هناك مساجد وزوايا منتشرة في ربوع البلاد تبث منابرها سموم التطرّف.. وأيضًا بينما نتساهل في مواجهة جماعات السلفيين الذين ينشرون أفكار التطرّف!

إنقاذ شبابنا من الوقوع في براثن الإخوان وبقية تنظيمات العنف والإرهاب في أيدينا ونستطيع أن نقوم به، ولكن ليس بالسماح لشيوخ التطرّف لاستجلاب عقول أبنائنا.. بل إننا بذلك نساعد الإخوان ونمدحهم الفرصة للاستمرار في إيذائنا وقتل المزيد من أهلنا.
الجريدة الرسمية