رئيس التحرير
عصام كامل

بمباركة اللجنة الدائمة تغيير محل إقامة بعض الآثار.. نقل حمام تل الحير إلى متحف شرم الشيخ.. نزع مقبرة توتو وزوجته من سوهاج وعرضها بالعاصمة الإدارية.. ومسلة رمسيس الثاني تستقر في العلمين

مقبرة توتو وزوجته
مقبرة توتو وزوجته

تبقى الآثار المصرية من أهم الموروثات الثقافية والحضارية للمصريين، حيث ترك لنا أجدادنا المصريون القدماء الكثير من القطع الأثرية والمعابد والقلاع والمقابر التي تضم ملايين الكنوز وكل منطقة من مصر تزخر بآثار حقبة زمنية معينة، ومع مرور الأزمنة وتغير الأحوال قد تدفع بعض الظروف لنقل هذه الموروثات من مكانها الأصلي التي اكتشفت فيه إلى مكان آخر لعدة أسباب على رأسها حماية تلك القطع من المخاطر التي تهددها أو الاستفادة منها في مناطق أخرى للترويج السياحي حال انعدام توافد الزوار على مكانها الأصلي، ترصد "فيتو" في التقرير التالي آخر حالات لنقل الآثار من مكانها إلى مكان آخر وتغيير محل إقامتها.


نقل حمام تل الحير
الدكتور غريب سنبل، رئيس الإدارة المركزية للترميم بوزارة الآثار، كشف أن عملية فك ونقل حمام تل الحير بشمال سيناء إلى متحف شرم الشيخ، رغم أن كل العراف الاثرية والمواثيق الدولية تؤكد الحفاظ على الأثر في بيئته التي شيد فيها، جاءت بسبب تعرض الأثر للخطورة التي تؤثر على ديمومته وتأتي الخطورة من بيئة الأثر نفسه أو من التلف البشري أو غول عوامل التعرية الذي لا نستطيع مجابهتها.

وأضاف سنبل، أن عملية نقل حمام تل الحير لم تكن الأولى، وتم فك ونقل المقبرة المكتشفة بتل حبوة، ونقل أرضية من الموزاييك المكتشفة بمدينة بلوزيوم، وتم نقل التماثل الحتحورية من معبد سرابيط الخادم، وكذلك مشروع إنقاذ آثار سيناء الواقعة مسار ترعة السلام، ونقل العناصر المعمارية بتل الفضة الذي انتهى من الوجود تماما بعناصره الأثرية.

وأوضح غريب، أن الحمام البطلمي بتل الحير تم ترميمه لأول مرة لكن تم ردمه بفعل الرمال المنقولة عن طريق الرياح ولوقوع الحمام في مستوى أقل من مستوى طريق القنطرة العريش جنوبا، وكذا التل الأثري المعروف باسم تل الحير شمال لذا أصبح الحمام مصيدة لكل ما تحمله الرياح من رمال وأتربة مصدرها الطريق والتل الأثري المرتفع عن مستوى الحمام بأكثر من ثلاثة أمتار بعد مرور أقل من شهر، وتم عمل صيانة له أكثر من مرة لكن النتيجة الحتمية هي الردم والتلف من جراء الرياح والتأثير السلبي الذي حدث من الانفلات الأمني بسيناء كل هذه العوامل المعاكسة دفعت للتفكير في طريقة غير تقليدية لحماية هذا الأثر الهام وكلها باءت بالفشل، فكان الحل الوحيد رفعه من مكانه والاستفادة به في واحد من أهم المتاحف الحدودية بسيناء، وهو متحف شرم الشيخ.

مقبرة توتو وزوجته
كما انتهى مرممو المجلس الأعلى للآثار من فك جدران مقبرة توتو الواقعة بمنطقة الديابات بالقرب من مدينة أخميم بمحافظة سوهاج، تمهيدا لنقلها إلى متحف العاصمة الإدارية الجديدة، بناء على قرار اللجنة الدائمة للآثار المصرية التي وافقت على نقلها.

وتمت إضافة جدران المقبرة ضمن سيناريو العرض المتحفي لمتحف العاصمة الإدارية المزمع افتتاحه خلال الشهور القليلة المقبلة، لتقديم سيناريو عرض مبهر للعالم ولضيوف مصر من خلال إبراز جمال وعظمة آثار مدن وعواصم مصر القديمة.

يذكر أنه تم العثور على مكان هذه المقبرة ومدخلها عام ٢٠١٨ أثناء عملية القبض على أحد العصابات أثناء محاولتها الحفر خلسة في المنطقة الواقعة خارج التل الأثرى بمنطقة الديابات والذي لا يتبع المجلس الأعلى للآثار. وفور انتهاء شرطة السياحة والآثار من التحقيقات تسلمت وزارة الآثار الموقع وبدأت أعمال التنقيب الأثري والعلمي عن طريق بعثة أثرية مصرية برئاسة الدكتور مصطفى وزيري الأمين المجلس الأعلى للآثار، وأسفرت أعمال الحفائر العثور على باقي أجزاء المقبرة بداخلها بقايا آدمية ومجموعة من دفنات الطيور والحيوانات.

وزارة الآثار: الانتهاء من أعمال فك جدران مقبرة توتو بسوهاج

وقال غريب سنبل، رئيس الإدارة المركزية للترميم بوزارة الآثار: إنه تم الانتهاء من قطع نحو 90% من جدران مقبرة "توتو" وزوجته "تا شريت إيزيس" تمهيدا لنقلها إلى متحف العاصمة الإدارية الجديدة لتخرج إلى النور ويشاهدها الجميع بدلا من وجودها في منطقة مهددة فيها بالمخاطر ولم يرها أحد لضعف بل انعدام زيارة منطقة الديابات بسوهاج.

وأكد "سنبل" لـ "فيتو"، أنه تم نزع نقوش المقبرة بنسبة نجاح 100% دون تعرض أي نقوش بالمقبرة لأي ضرر، مشيرا إلى أن جدران المقبرة مبنية من الطفلة وبعض الحصى، ووجودها بالقرب من الزراعات يعرضها للخطر لشدة تأثر الطفلة بالمياه، كما أن معظم المقابر في المنطقة تعاني من الشروخ الخطيرة.

وأوضح رئيس الإدارة المركزية للترميم بوزارة الآثار، أنه ستتم إعادة تركيب المقبرة كما كانت في مقرها بسوهاج داخل متحف العاصمة الإدارية، حيث ستعرض بنفس الشكل التي اكتشفت عليه، مشيرا إلى استخدام أحدث الوسائل العلمية في نزع نقوش المقبرة وذلك بعد تقويتها بأحدث الوسائل التقنية.

وأضاف "سنبل" أنه تم نزع نقوش المقبرة بعد تحديد مناطق القطع في المناطق البعيدة عن النقوش لعدم فقدان أي منها، والمحافظة عليها على حالتها، وهناك بعض القطع يبلغ حجمها 20 سم وأخرى 50 سم وثالثة 150 سم، فلا يوجد مقاس ثابت لنزع نقوش المقبرة، ولكن ما يحدد المقاس مدى قوة النقش وأماكن القواطع التي تم تحديدها بدقة بعيدا عن النقوش.

وأشار "غريب سنبل" إلى أنه سيتم نقل نقوش المقبرة بجزء من جدرانها عبر سيارات مجهزة بأجهزة قياس للاهتزازات لعدم تعرض أيا من هذه النقوش لأي ضرر.

وتابع "سنبل": "العديد من أساتذة الآثار كان يحسبهم من كبار العلماء، ولكن بعد إصرارهم على مهاجمة مشاريع إنقاذ الآثار بدون أسانيد علمية اكتشفت أنهم جهلاء يسعون إلى تصفية الحسابات فقط".

وترصد "فيتو" أهم المعلومات عن المقبرة وهي كالتالي:

المقبرة اكتشفت مؤخرا بمنطقة الديابات بمدينة أخميم بمحافظة سوهاج، وهي عبارة عن مقبرة مزدوجة من العصر البطلمي، لشخص يدعي "توتو"، وزوجته "تا شريت إيزيس"، التي كانت تشغل منصب عازفة الصلاصل (الشخشيخة) الخاصة بالآلهة حتحور.

تضم بقايا آدمية ومجموعة من دفنات لطيور وحيوانات.

عثر على مكان هذه المقبرة ومدخلها أثناء عملية القبض على إحدى العصابات أثناء محاولتها الحفر خلسة في المنطقة الواقعة خارج التل الأثري بمنطقة الديابات.

فور انتهاء شرطة السياحة والآثار من التحقيقات تسلمت وزارة الآثار الموقع، وبدأت أعمال التنقيب الأثري والعلمي عن طريق بعثة أثرية مصرية برئاسة الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام بالمجلس الأعلي للآثار.

أسفرت أعمال الحفائر عن العثور على باقي أجزاء المقبرة بداخلها بقايا آدمية ومجموعة من دفنات الطيور والحيوانات.

المقبرة في حالة جيدة من الحفظ، وتتميز بجمال نقوشها وألوانها الزاهية، حيث صور على جانبي مدخلها مشهدان يصوران الإله أنوبيس يستقبل توتو مرة، وتا شريت إيزيس مرة أخرى، بالإضافة إلى منظر المحاكمة أمام الإله أوزوريس وخلفه الابنتان إيزيس ونفتيس.

تحمل النقوش أيضًا أسماء بعض أفراد عائلة صاحبي المقبرة، ومنها أسماء كل من والدها ووالدتها، ووالد ووالدة زوجها.

المقبرة تتكون من غرفتين، زُين مدخل الغرفة الثانية بالكورنيش المصري عليه قرص الشمس المجنح، أما العتب فزين بقرص شمس آخر مكتوب على جانبيه لقب حورس سيد السماء.

أثناء أعمال الحفر الأثري عثرت البعثة على تابوتين من الحجر الجيري بداخلهما دفنات آدمية، بالإضافة إلى مجموعة من دفنات الطيور والحيوانات المحنطة، مما يشير إلى أن المقبرة قد أعيد استخدامها في عصور لاحقة كجبانة للحيوانات والطيور.

ومن أهم دفنات الحيوانات التي عثر عليها هي النسر والصقر وأبو منجل ومن الحيوانات الكلب والقطط والقوارض (الفئران).

نقل مسلة الملك رمسيس الثاني

وكشف الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن قرار نقل مسلة الملك رمسيس الثاني، من حديقة الأندلس بالزمالك إلى مدينة العلمين الجديدة، جاء بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية.

وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن فريق العمل من أثريي ومرممي وزارة الآثار قاموا بدراسة وتوثيق المسلة وعمل تقرير شامل عن حالتها قبل عملية النقل بالإضافة إلى اتخاذ كافة إجراءات السلامة والتأمين لها حيث قام فريق من مرممي الوزارة بأعمال الترميم الأولى وتدعيم وتغطية أجزاء منها بالفوم المقوي، كما تم وضع المسلة في قفص من الحديد لضمان ثباتها مع استخدام وحدات مضادة للاهتزازات أثناء عملية النقل.

وأشار "وزيري" إلى أن هذه المسلة أحد المسلات التي أقامها الملك رمسيس الثاني لتزين معبده في بررعمسو ثم نقلت إلى مدينة صان الحجر بمحافظة الشرقية وتم نقلها إلى حديقة الأندلس بالزمالك عام 1956.

وأوضح وزيري، أن المسلة مصنوعة من حجر الجرانيت الوردي ويصل وزنها إلى نحو 90 طنا، ويبلغ ارتفاعها نحو 14 مترا، ويزين جوانبها الأربعة نقوش وألقاب الملك رمسيس الثاني.

وكانت وصلت، مسلة الملك رمسيس الثاني، التي كانت معروضة بحديقة الأندلس بالزمالك، إلى مدينة العلمين الجديدة، وذلك في تعاون وثيق بين وزارتي الآثار والإسكان وشركة المقاولون العرب، ووسط إجراءات أمنية من قبل شرطة السياحة والآثار والجهات الأمنية، وتحت إشراف أثريي ومرممي وزارة الآثار.

١٠ صور ترصد وصول مسلة الملك رمسيس الثاني إلى مدينة العلمين الجديدة

الجريدة الرسمية