رئيس التحرير
عصام كامل

وبات ظاهرة لافتة!


لا شك أن تكرار الحج والعمرة بات ظاهرة لافتة رغم تحدياتنا الاقتصادية، وما يواجهه اقتصادنا من صعوبات تقتضي منا جميعًا ترشيد الإنفاق ومضاعفة الإنتاجية والحفاظ على الموارد للأجيال القادمة ومنع الإهدار والإسراف والفاقد.. ولا شك أن مسئولية التوعية يتحملها علماء الدين والوعاظ والدعاة لاسيما إذا تعلق الأمر بمفاهيم الدين..


كما يتحمل الإعلام جانبًا من الإثم إذا لم يتصدى لمثل تلك الظواهر السلبية، ولم يتصدى لتنوير العقول بفقه الأولويات وأوجب واجبات الوقت.. فالأصل في الحج أنه فريضة أوجبها الله على عباده المكلفين مرة واحدة في العمر إذا ما توفرت الاستطاعة المالية والبدنية وطهارة المال وإغناء الأهل طيلة فترة الغياب عنهم في أيام الحج، حتى لا يتركهم الحاج عالة يتكففون الناس.

نرجو أن يخرج علماء الدين ورجال الإعلام ليقولوا بوضوح إن على الأغنياء مسئولية اجتماعية كبرى، وحقًا معلومًا في أموالهم وأن نهضة المجتمع في أعناقهم.. كما أن حل مشكلات مصر هو أوجب واجبات الوقت وأنها مقدمة بلا شك على تكرار الحج والعمرة ؛ فالإنفاق على المحتاجين أفضل عند الله مما سواه.

مجالات الخير لا شك كثيرة وأبوابه مفتوحة على مصاريعها؛ فالتبرع لبناء مستشفى يخفف آلام المرضى أو بناء مدرسة تخلصنا من الأمية والجهل وتمنع التسرب من التعليم الذي لا يهدر فقط فرص أجيال في الترقي والصعود الاجتماعي بل يخصم من رصيد المجتمع الذي حرم من جهود أبنائه وكوادره..

كما أن بناء مصنع يمتص البطالة ويمنح العاطلين فرصة للحياة الكريمة ويضيف للناتج القومي أفضل كثيرا من تكرار الحج والعمرة.. ومن يعتقد غير ذلك فهو واهم يخدع نفسه بسراب لا يعي مدى ضلاله وهشاشته.

الحج مؤتمر إسلامي جامع لأبناء الأمة الإسلامية من شتى بقاع الأرض، وهو فرصة للتقارب ولم شمل المسلمين، كما أنه عبادة جامعة لمختلف صنوف العبادات وفيه موعظة للجميع- دولًا وشعوبًا – وعليهم استلهام خطى الرسول الكريم في تدارس أحوال الأمة وقضاياها المصيرية.
الجريدة الرسمية