كامل الشناوي يكتب: الإرهاب والدمار
في كتاب بعنوان (هؤلاء هم الإخوان) صدر عام 1952 بأقلام ستة من الكتاب منهم الكاتب الصحفى كامل الشناوى عن الإرهاب قال فيه: أحق هذا أم خيال؟
ديناميت.. مدافع.. مسدسات.. ألغام.. بنادق.. رشاشات.. قنابل.. جماعات سرية تصنع الإرهاب والخراب والدمار.
كل هذه الاستعدادات والتجهيزات.. إن كانت موجهة ضد العدو فلماذا هي سرية؟ إنها لنا نحن.. لحريتنا.. لأفكارنا.. لآرائنا.. لعقائدنا..لأمننا.. لحياتنا.. لأعمارنا.. إنها تهديد للحاكم والمحكوم معا، إنها تهديد لبلد بأكملها.
تهديد للشعب العزل من السلاح، كيف يغمض هؤلاء أعينهم وفى كل جدار احتمال لوجود مخزن ذخائر.
كيف يقفون أو يقعدون وتحت كل أرض احتمال لوجود قنابل مخبأة، كيف يمشون والطريق نار ملغم؟ وكيف نمارس أعمالنا والإرهاب والدمار بكمن في كل مكتب وكل مدرسة وكل مستشفى وبيت، وكل مكان حتى حقول الزراعة أصبحت هي الأخرى ملغمة.
إن الإرهاب هو حكم بالشلل والتأخر والفزع وفوقهم الخراب والدمار.
أنا لا أعجب كيف استطاعت السلطات أن تضع يدها على كل هذه الأهوال والمصائب، ولكنى أتعجب كيف استطاع هؤلاء الإرهابيون أن يصنعوا كل هؤلاء وهم آمنون مطمئنون؟
إننى حزين أن يوجد إنسان واحد لا جماعة منظمة تصنع الموت للناس الآمنين وتحترف التخريب والتدمير.
إن قلبى ليقطر حزنا ودما إذ كانت هذه الجماعة ترتكب جرائمها باسم الإسلام، وتجد من يصدقون دعواها.
إن الإسلام الذي يدعو إلى المحبة والسلام بريء من أسلحة المقت والقتل والاغتيال والهدم وإسالة الدماء.
إن الإسلام الذي يقول كتابه الكريم (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) لا يقر الجدل بالمسدسات والمدافع والمتفجرات.