رئيس التحرير
عصام كامل

يرتدون زيًا واحدًا.. ومع ذلك تتصارع حكوماتهم!


الحج عبادة جامعة؛ ففيه صلاة وصلة، وفيه صدقة وإنفاق وبذلٌ في سبيل الله، وفيه تضحية وتزكية للنفس والوجدان وفيه موعظة للحكام والمحكومين على السواء.. وهو فوق ذلك رمز لوحدة الشعائر والكلمة والموقف والمصير للشعوب والدول المسلمة.. وليت دولنا تستلهم خطى النبي الكريم في تدارس أحوال المسلمين وشئونهم وقضاياهم في موسم الحج الذي هو منحة إلهية وفرصة طبيعية للتفاعل والتقارب والتمازج والألفة..


فإذا كان الحجيج قد ارتدوا زيًا واحدًا ووقفوا في صعيد واحد وفي وقت واحد ليؤدوا شعائر ونسكًا واحدة فكيف تختلف دولهم وتتعارض مصالحهم.. كيف تتباعد مواقفهم بينما همومهم واحدة وقضاياهم واحدة، وغايتهم واحدة.. أليس حريًا بهم الاتحاد والاعتصام بحبل الله المتين.. حتى لا يتربص بهم الإرهاب الملتحف بزي الإسلام بهتانًا وزورا حتى بات ينهش في استقرارهم جميعًا ويهدد كيانهم ومستقبلهم ويسعى لالتهام مقومات وجودهم بعد أن سخرته القوى الطامعة لضرب وحدتهم واستهداف أركان دولهم واحدة بعد الأخرى بلا هوادة ولا رحمة..

أليست أزماتهم وتحدياتهم واحدة وأخطار التقسيم والتمزيق تتهدد دولهم جميعًا بلا استثناء.. فلماذا لا تتوحد جهودنا وتتكامل اقتصادياتنا ونقف على قلب رجل واحد في مواجهة الفقر والتخلف والتطرف والفهم الخاطئ للدين ومقاصده بعد أن شوه بعض بني جلدتنا صورة المسلمين والدين الحنيف بفعل ما اقترفوه من جرائم يندى لها الجبين والإسلام منهم براء.
الجريدة الرسمية