نجاح جديد لحملة "فيتو".. "الثقافة" تضم 86 كتابا ومخطوطة يعود تاريخها للقرن الـ19 من مكتبة حسن كامي
مكتبة حسن كامى | نجاح جديد لحملة «فيتو» التي قادتها للحفاظ على إرث حسن كامى الثقافي والفكري، سارعت وزارة الثقافة في ضم وحيازة مجموعة من المطبوعات والمخطوطات النادرة كانت ضمن مقتنيات مكتبة الفنان الراحل حسن كامى، وذلك بعد مفاوضات استمرت ستة أشهر مع المالك الجديد للاتفاق على قيمتها النقدية.
واستقرت اللجنة التي شكلتها الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة برئاسة الدكتور هشام عزمى رئيس دار الكتب والوثائق القومية وعضوية سبعة من الفنيين والقانونيين على قائمة عناوين تعد من كنوز التراث القومي آلت ملكيتها إلى دار الكتب وفقًا لقانون المخطوطات.
مكتبة حسن كامي تحت السيطرة.. «فيتو» تنجح في إنقاذ كنوز التراث
قالت وزيرة الثقافة إن مصر تمتلك موروثًا حضاريًّا ثريًّا باعتبارها أقدم حضارات التاريخ، مؤكدة أن الدولة تبذل جهودًا ضخمة ومتواصلة لصون ذاكرة الأمة وحماية الثروات التي تشكل جزءا من هوية الوطن.
وأشارت إلى أن المقتنيات التي تم ضمها إلى سجلات التراث القومى المصرى نماذج تعكس مراحل زمنية من المسيرة الفكرية للإنسانية، مشيرة إلى استمرار الخطوات الجادة لحفظ نفائس المعرفة التي تمثل الروابط بين الماضي والحاضر والمستقبل.
النيابة تحقق في استيلاء محامي حسن كامي على ممتلكاته
ومن جانبه أكد الدكتور هشام عزمى رئيس دار الكتب والوثائق القومية أن فور الإعلان عن وفاة الفنان حسن كامي، والتي صاحبها اهتمام إعلامي كبير بمصير مكتبته "المستشرق" الكائنة بوسط القاهرة، أصدرت وزيرة الثقافة قرارا بتشكيل لجنة لمعاينة مكتبة الفنان حسن كامي، برئاسة رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية باعتبارها الجهة المختصة - دون غيرها- بتطبيق أحكام قانون حماية المخطوطات رقم 8 لسنة 2009، بشكل حاسم وفوري بغية الحفاظ على ما يمكن أن يشكل قيمة لتراث هذا الوطن وتاريخه وتضم في عضويتها سبعة من الفنيين والقانونيين والتي تولت إعداد تقرير مفصل عما تحويه المكتبة تمهيدًا لعرضه على اللجنة الدائمة لقانون المخطوطات. وقد واكب ذلك صدور قرار النائب العام بإغلاق المكتبة لحين الفصل في النزاع على ملكيتها.
وأضاف، أن اللجنة أجمعت على ضرورة اقتناء كل المطبوعات التي تتعلق بمصر والوطن العربي سواء كانت مخطوطة أو مطبوعة وهي جميع المخطوطات بغض النظر عن لغتها، أوائل المطبوعات بالنسبة للشرق (1823-1923) وبالنسبة للغرب حتى 1700، أي خرائط تاريخية عن مصر، وذلك على أن تكون الأولوية للمقتنيات باللغة العربية ثم اللغة الإنجليزية والفرنسية ويستثنى من ذلك المقتنيات الموجودة بالفعل في دار الكتب.
«الفقي»: مؤامرة خارجية لسرقة مكتبة حسن كامي.. وأطالب بمصادرة محتوياتها
وأوضح "عزمي"، أن اللجنة استعانت بمجموعة من مترجمي اللغة الإنجليزية واللغة الفرنسية وبعض اللغات الشرقية للتمكن من التقييم بدقة وموضوعية ثم استقرار اللجنة على القائمة النهائية للعناوين وتحديد القيمة التقديرية لها، وبدأت مرحلة التفاوض مع مالك المكتبة لدفع مقابل نقدي للعناوين المنتقاة، وبعد موافقته على القيمة التقديرية آلت حيازة تلك العناوين إلى وزارة الثقافة وتم تسليمها إلى دار الكتب.
وأشار إلى قائمة العناوين التي شملت 86 عنوانا ما بين كتب ومخطوطات ولوحات ومجموعات طوابع نادرة ومن أهمها: رحلات في أقاليم مصر الشمالية والجنوبية للأثري الفرنسي الشهير Vivant Denon الذي يعود تاريخه إلى 1803 -- كتاب تاريخ القدس للمؤرخ الفرنسي Poujoulat M. الذي يعود تاريخه إلى عام 1848 -- وكتاب "السفر في مصر العليا والدنيا ووصف كافة الأنواع" للعالم الفرنسي الشهير Charles-Nicolas-Sigisbert Sonnini de Manoncourt والذي يرجع تاريخه إلى 1799 -- كتاب "تاريخ محمد على" المنشور عام 1855 للمؤرخ Paul Mouriez -- كتاب "تاريخ قناة السويس" للمؤرخ M. Riou والذي يشتمل على لوحات ورسومات يدوية مميزة -- كما تضمنت المجموعة كتاب "تاريخ الدولة المصرية" للسياسي والمؤرخ الفرنسي Gabriel Hanotaux والذي نشر عام 1936 -- كتاب وصف مصر المنشور عام 1922 وهو كتاب مهم جدا ( ليس الكتاب الخاص بالحملة الفرنسية ) -- كتاب "مصر وإسماعيل باشا" للمؤرخ الفرنسي Sacre Amedee -- كما تضمنت "الحملات البحرية لمحمد على وإبراهيم باشا" المنشور عام 1935 --كتاب "الجغرافيا القديمة" لعالم الجغرافيا الشهير Jean Baptiste Bourguignon d'Anville، كما اشتملت على مجموعة متفردة من كتب التاريخ الطبيعي منها " التاريخ الطبيعي للطيور في الولايات المتحدة " المنشور عام 1825 وكتاب " تاريخ الطيور في أوروبا " المنشور عام 1849 -- وإضافة إلى ذلك تضمنت المجموعة مخطوط " تقرير العلامة شمس الدين الأنباري على شرح سعد الدين التفتاز الشهيرة بالتجريد في علم المعاني والبيان والبديع " -- مجموعة طوابع نادرة Philatelia -- مجلد لوحات وصفية وإيضاحية عن الفاتيكان -- كما اشتملت على مجموعة من الخرائط متوسطة الحجم عن مصر -- إضافة إلى لوحة فرمان عثماني.
مكتبة حسن كامى | حكاية 86 كتابا ومخطوطة نادرة عادت إلى حضن «الثقافة»
«فيتو» كانت حاضرة بقوة في تلك الأزمة، وقادت حملة للحفاظ على المكتبة بما فيها من كنوز تراثية وإنسانية، تمثل إرثا مهما للمصريين، وهى الحملة التي لاقت قبولا كبيرا بين أوساط المهتمين بالثقافة المصرية، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على مكتبة «المستشرق»، من قبل الجهات المعنية بالأمر، وبالفعل تم التحفظ على المكتبة.