مكتبة حسن كامي تحت السيطرة.. «فيتو» تنجح في إنقاذ كنوز التراث
نجحت «فيتو» في وقف أي تصرفات على مكتبة الفنان الراحل حسن كامي قد تبخس بالعديد من المؤلفات النادرة وكنوز التراث الإنساني الفريدة، حيث وصلت قوة من الشرطة منذ عدة ساعات وقامت بتشميع المكتبة ووقف أي إجراءات وتصرفات عليها.
وبعد إعلان وفاة الفنان حسن كامي، فجر الجمعة الماضي، دارت حالة من الجدل وكثرت التساؤلات حول مصير مكتبة «المستشرق» المملوكة للفنان الراحل، خصوصا وأنها تضم بين جنباتها كتبا تراثية وخرائط ومخطوطات نادرة ذات قيمة تاريخية وثقافية كبيرة.. تلاحقت الأحداث سريعا واحتدم النزاع بين ورثة الفنان حسن كامي، وبين المحامي عمرو رمضان، الذي فاجأ الجميع بإعلانه أن كامي باع له كل ممتلكاته بما فيها المكتبة..
«فيتو» كانت حاضرة بقوة في تلك الأزمة، وقادت حملة للحفاظ على المكتبة بما فيها من كنوز تراثية وإنسانية، تمثل إرثا مهما للمصريين، وهى الحملة التي لاقت قبولا كبيرا بين أوساط المهتمين بالثقافة المصرية، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على مكتبة «المستشرق»، من قبل الجهات المعنية بالأمر، وبالفعل تم التحفظ على المكتبة.
في السطور التالية تكشف «فيتو» تفاصيل مزاعم المحامي عمرو رمضان، حول نقل ملكية المكتبة وغيرها من ممتلكات حسن كامي إليه، كما تكشف أسرار ومعلومات عن حياة الفنان حسن كامي، فلم يكن هو الـ«تينور» الذي أبهر جمهوره وعشاقه بصوته الأوبرالى الرخيم فقط، وأدواره الفنية المميزة التي لا ينساها محبوه على الشاشة الفضية، بل أيضا اقتنى هو وزوجته الراحلة «نجوى» كل ما هو تراثي ونادر للغاية.
الأحداث المتلاحقة والتي حملت معها المفاجآت والأزمات أيضا.. كانت دافعا قويا للبحث عن خيوط الأزمة المتفاقمة، ومحاولة الوصول إلى حقيقة الأمر، أو وضع سيناريو منطقي يفك «لغز» ما أثير حول نفي أهمية مكتبة المستشرق وما تحويه من مخطوطات، وإلى أين ستذهب أموال وأملاك كامي، هل للورثة الشرعيين وهم «عمر الفاروق محمد علي كامى- صالحة نيجار محمد علي كامى- نجلاء ممدوح محمد رفعت» أم لمحامي كامى نفسه.
المشهد الأول
مكتبة «المستشرق» كانت الخيط الأول في التحقيق حول ما يحدث، فبالبحث والتحري عنها من خلال عدة مصادر، اكتشفنا أنها تحتوى على كنوز تراثية نادرة ثقافيا وحضاريا وإنسانيا أيضا، فذاكرة مصر وأشياء أخرى تحفظ بين جدرانها الشبيهة بـ«مجمع علمي» آخر.
وبالتواصل مع فرج يونان، مدير مكتبة «المستشرق» لمدة أربع سنوات (2014-03/ 2018)، أكد لـ«فيتو» أن مقتنيات ومحتويات المكتبة فقط تتجاوز من 50 إلى 70 مليون جنيه، فبها خرائط لمصر يعود تاريخها إلى سنة 1600 م، وبها لوحات للرسام العالمى الإسكتلندي ديفيد روبرت يعود تاريخها لسنة 1839، بالإضافة إلى عدد كبير من لوحات نادرة لمستشرقين رسمت عن مصر وفلسطين وسوريا ومنطقة بلاد الشام بأكملها، بالإضافة إلى مجموعة نادرة تضم 13 خريطة عن حدود مصر منذ عام 1800 يقدر ثمن الواحدة منها 30 ألف جنيه.
وأوضح «يونان» أن المكتبة كان لها زبائن من السفراء والأجانب، وأنها تضم لوحة افتتاح قناة السويس، وكانت معروضة للبيع بـ40 ألف جنيه في وقت سابق، بالإضافة إلى عدة لوحات أيضا لـ«ديفيد روبرت» مرسومة على ورق أرز وصممت في اليابان يعود أصلها إلى عام 1902، وهى مجموعة نادرة للغاية عددها 32 لوحة، ويقدر ثمن اللوحة الواحدة منها بـ 70 ألف جنيه.
وفى سياق متصل، أكد مصدر – طلب عدم ذكر اسمه- أن مكتبة «المستشرق» كانت ذائعة الصيت على مستوى العالم، مشيرا إلى أنه في عام 2001، اشترى مسئول أمريكى رفيع المستوى إحدى نسخ مجموعة «روبرت» الفنية بما يعادل 35 ألف دولار.
وأشار إلى أهم مقتنيات المكتبة أيضا، فبها مجموعة صور نادرة عن القبائل الحدودية، وأشهر أماكن استيطانهم داخل مصر، وهى مجموعة لن تتكرر، بالإضافة إلى مجموعة صور عن أعمال البحث والتنقيب للبعثة الفرنسية عن الغرفة الخفية الموجودة خلف الأذن اليسرى لأبو الهول، ومجموعة «بروس» عن رحلة الملك سليمان التخيلية لعبوره البحر الأحمر، ووصوله إلى مدينة غوندكور شمال هضبة تانا بإثيوبيا، وورد فيها لوحة «ملوك أكسوم» والسر الخفي وراء أهمية بحيرة تانا.
المشهد الثانى:
البحث عن حقيقة أهمية مكتبة «المستشرق» أخذنا تدريجيا إلى منزل شقيقة الفنان الراحل حسن كامى، التي تقطن بأحد شوارع حى المهندسين.
الحزن يخيم على ساكنى المنزل رقم (8)، والصدمة تشل أجسادهم بل عقولهم عن الحركة.. مجلس منعقد يجمع بين مجموعة من المحامين السابقين لكامى، الذين أداروا له شئونه القانونية قبل ظهور«المحامى عمرو رمضان» في حياة كامى.
الأكف تضرب، والعيون زائغة يمينا ويسارا.. الجميع يتباحث حديث المحامي عمرو رمضان، والذي ظهر على إحدى القنوات الفضائية، معلنا شراءه لأملاك كامي (فيلا المنصورية- 3 سيارات- مكتبة المستشرق) منذ عام، وسدد ثمنها على أقساط، ولديه إيصالات بذلك، بالإضافة إلى امتلاكه توكيلا رسميا منه، مشيرا إلى أن الراحل سلمه الفيلا بعد حصوله على كافة متعلقاته منها، وأن حسن كامي هذا الفنان العالمي وتاجر الكتب واللوحات، رحل فقيرا معدما لا يملك قوت يومه أو حتى ثمن طعامه.
وفجأة تساءلت نيجار كامى- شقيقة الراحل- إذا كان ما أعلنه المحامى صحيحا؟.. فكيف كان أخى «شحاتا» وهو يملك من المشغولات الذهبية الخاصة به وبنجوى زوجته الراحلة، ما يقدر بملايين الجنيهات؟!
وأوضحت ناهد عبد الحليم محامية كامي أيضا، بأنه قام ببيع مجموعة من الكتب بـ165 ألف جنيه قبل وفاته بعدة أيام، مشيرة إلى أنه حصل على مبلغ 125 ألف دولار العام الماضي عن دوره في عمل درامي بمشاركة الفنانة روجينا، وتم تصوير مشاهده بدبي.
المشهد الثالث
أثناء الاستغراق في منطق ما أشيع عن كامى، رن هاتف التليفون، ليرفع الستار عن سر آخر في حياة الراحل -على الهاتف- محمود طماوى محامى شركة بون فوياج، تلك الشركة التي باعها كامي في عام 2012.
وكشف طماوى، أنه في عام 2012 تم الاتفاق مع حسن كامى على أن البيع يتضمن اتفاقا رسميا مرفقا بعقد البيع بأن أي التزامات مالية حدثت قبل بيع الشركة يلتزم بها كامى وليس الشركة بعد بيعها، وتم الإبقاء على الفنان حسن كامى كمدير بالشركة بنسبة نصف في المائة لضمانة أنه سيلتزم بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه من التزامات.
وأوضح طماوى، أن كامى لم يلتزم بتنفيذ عقد الاتفاق، ولم يهتم بالقضايا المرفوعة على شركة بون فوياج قبل أن يبيعها في 2012، مضيفا بأنه ترتب على ذلك صدور أحكام ضد الشركة بمبالغ مالية، وتم بالفعل الحجز على حسابات الشركة في البنوك، وتم تسديد المبالغ المالية من حسابات الشركة نفسه حتى تعود للعمل من جديد، مؤكدا أنه كان يجب أن تنفذ تلك الأحكام على الحسابات البنكية الشخصية لكامى، على ضوء الاتفاق الموقع بيننا وقت البيع.
وأشار محامى شركة «بون فوياج» إلى أن الشركة رفعت قضايا على حسن كامى حتى تسترد المبالغ المالية التي سددتها، وفى هذه الحالة رد الراحل على الشركة برفع ثلاثة قضايا على الشركة، وفي النهاية رفضتها المحكمة وكانت الأحكام في صالح الشركة، ثم حصلنا بالفعل على أحكام واجبة النفاذ ضد كامي منذ عام، ولم نتمكن من تنفيذها حتى الآن.
وأضاف أن إجراءات التنفيذ الفعلية كانت بتاريخ 21 فبراير 2018 ضد مكتبة «المستشرق» وامتنع كامي عن التنفيذ وقتها، وتراجعت الشركة عن التنفيذ ضد المكتبة خوفا عليها، بالإضافة إلى أن ما داخل المكتبة من كتب تراثية لن يفيدنا ولن نحجز عليه، وبعد فترة علمنا أن كامي يملك فيلا بطريق المنصورية أبو رواش، فسلمنا الصيغة التنفيذية للحكم بتاريخ 29 أغسطس 2018 لدائرة تنفيذ الأحكام بدائرة شمال الجيزة، والحكم حتى الآن تحت الدراسة الأمنية بمديرية أمن الجيزة ولم ينفذ حتى الآن.
وأضاف طماوي، بأنه بخلاف القضايا السابقة مع كامي، هناك قضايا متداولة الآن تقدر قيمتها تقريبا بـ2 مليون جنيه على الراحل.
المشهد الرابع
لم تكن شركة «بون فوياج» بعيدة عن مجريات الأحداث التي تجمعت خيوطها لتزيد اللغز غموضا، بدلا من الوصول إلى حل، فقد جاءت المعلومات التي تواترت على لسان – محمود الطماوى- محامى الشركة لتزيل جزءا من هذا التشابك المثير في القضية، حيث شكك في صحة العقد المبرم بين الراحل حسن كامى ومحاميه عمرو رمضان إذا كان هناك عقد بيع رسمي!
وأكد أن شركة «بون فوياج» حصلت على حكم قضائي واجب التنفيذ على مكتبة المستشرق في 21 فبراير من العام الجاري، ولكنها توقفت عن تنفيذه، لأنها لم تكن ترغب إلا في الحصول على مستحقاتها المالية، ويأتى تشكيك طماوي في صحة العقد وإشارته إلى أن هذا التعاقد صوري، فإنه غير مبرر من الأساس، لأن شركة بون فوياج لم تكن لتنفذ على كتب تراثية وهي التي حصلت على أحكام مرتبطة بأمور مادية.
وأشار إلى أن الأيام المقبلة قد تحمل العديد من المفاجآت لكشف جزء كبير من هذا التشابك الذي لن يستطيع أحد أن يجزم حتى تاريخه بتفاصيل الحقيقة، ليبقى هناك عدة تساؤلات لا يمكن إغفالها، أولها يرتبط بفيلا حسن كامي التي تختزن بداخلها وثائق ومخطوطات نادرة دون أن تتحرك الدولة، على اعتبار أن القانون يجرم التجارة في هذا النوع من الوثائق، ويظل التساؤل الثانى المرتبط بوجود عمرو رمضان المحامي في فيلا الراحل بالمنصورية، عقب وفاته مباشرة مع منعه للورثة من الدخول قبل أن يوضح قانونية وجوده بالفيلا، على أن يكون التساؤل الثالث دون أن نغفله، حالة الصمت المطبق التي سيطرت على سائق كامي «محمد حسن» والذي علمنا من جميع المصادر أنه يحوز كافة مفاتيح بدروم «الفيلا اللغز» والفيلا ذاتها وبعض الخزائن المجهولة.
«فيتو» كانت حاضرة بقوة في تلك الأزمة، وقادت حملة للحفاظ على المكتبة بما فيها من كنوز تراثية وإنسانية، تمثل إرثا مهما للمصريين، وهى الحملة التي لاقت قبولا كبيرا بين أوساط المهتمين بالثقافة المصرية، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على مكتبة «المستشرق»، من قبل الجهات المعنية بالأمر، وبالفعل تم التحفظ على المكتبة.
في السطور التالية تكشف «فيتو» تفاصيل مزاعم المحامي عمرو رمضان، حول نقل ملكية المكتبة وغيرها من ممتلكات حسن كامي إليه، كما تكشف أسرار ومعلومات عن حياة الفنان حسن كامي، فلم يكن هو الـ«تينور» الذي أبهر جمهوره وعشاقه بصوته الأوبرالى الرخيم فقط، وأدواره الفنية المميزة التي لا ينساها محبوه على الشاشة الفضية، بل أيضا اقتنى هو وزوجته الراحلة «نجوى» كل ما هو تراثي ونادر للغاية.
الأحداث المتلاحقة والتي حملت معها المفاجآت والأزمات أيضا.. كانت دافعا قويا للبحث عن خيوط الأزمة المتفاقمة، ومحاولة الوصول إلى حقيقة الأمر، أو وضع سيناريو منطقي يفك «لغز» ما أثير حول نفي أهمية مكتبة المستشرق وما تحويه من مخطوطات، وإلى أين ستذهب أموال وأملاك كامي، هل للورثة الشرعيين وهم «عمر الفاروق محمد علي كامى- صالحة نيجار محمد علي كامى- نجلاء ممدوح محمد رفعت» أم لمحامي كامى نفسه.
المشهد الأول
مكتبة «المستشرق» كانت الخيط الأول في التحقيق حول ما يحدث، فبالبحث والتحري عنها من خلال عدة مصادر، اكتشفنا أنها تحتوى على كنوز تراثية نادرة ثقافيا وحضاريا وإنسانيا أيضا، فذاكرة مصر وأشياء أخرى تحفظ بين جدرانها الشبيهة بـ«مجمع علمي» آخر.
وبالتواصل مع فرج يونان، مدير مكتبة «المستشرق» لمدة أربع سنوات (2014-03/ 2018)، أكد لـ«فيتو» أن مقتنيات ومحتويات المكتبة فقط تتجاوز من 50 إلى 70 مليون جنيه، فبها خرائط لمصر يعود تاريخها إلى سنة 1600 م، وبها لوحات للرسام العالمى الإسكتلندي ديفيد روبرت يعود تاريخها لسنة 1839، بالإضافة إلى عدد كبير من لوحات نادرة لمستشرقين رسمت عن مصر وفلسطين وسوريا ومنطقة بلاد الشام بأكملها، بالإضافة إلى مجموعة نادرة تضم 13 خريطة عن حدود مصر منذ عام 1800 يقدر ثمن الواحدة منها 30 ألف جنيه.
وأوضح «يونان» أن المكتبة كان لها زبائن من السفراء والأجانب، وأنها تضم لوحة افتتاح قناة السويس، وكانت معروضة للبيع بـ40 ألف جنيه في وقت سابق، بالإضافة إلى عدة لوحات أيضا لـ«ديفيد روبرت» مرسومة على ورق أرز وصممت في اليابان يعود أصلها إلى عام 1902، وهى مجموعة نادرة للغاية عددها 32 لوحة، ويقدر ثمن اللوحة الواحدة منها بـ 70 ألف جنيه.
وفى سياق متصل، أكد مصدر – طلب عدم ذكر اسمه- أن مكتبة «المستشرق» كانت ذائعة الصيت على مستوى العالم، مشيرا إلى أنه في عام 2001، اشترى مسئول أمريكى رفيع المستوى إحدى نسخ مجموعة «روبرت» الفنية بما يعادل 35 ألف دولار.
وأشار إلى أهم مقتنيات المكتبة أيضا، فبها مجموعة صور نادرة عن القبائل الحدودية، وأشهر أماكن استيطانهم داخل مصر، وهى مجموعة لن تتكرر، بالإضافة إلى مجموعة صور عن أعمال البحث والتنقيب للبعثة الفرنسية عن الغرفة الخفية الموجودة خلف الأذن اليسرى لأبو الهول، ومجموعة «بروس» عن رحلة الملك سليمان التخيلية لعبوره البحر الأحمر، ووصوله إلى مدينة غوندكور شمال هضبة تانا بإثيوبيا، وورد فيها لوحة «ملوك أكسوم» والسر الخفي وراء أهمية بحيرة تانا.
المشهد الثانى:
البحث عن حقيقة أهمية مكتبة «المستشرق» أخذنا تدريجيا إلى منزل شقيقة الفنان الراحل حسن كامى، التي تقطن بأحد شوارع حى المهندسين.
الحزن يخيم على ساكنى المنزل رقم (8)، والصدمة تشل أجسادهم بل عقولهم عن الحركة.. مجلس منعقد يجمع بين مجموعة من المحامين السابقين لكامى، الذين أداروا له شئونه القانونية قبل ظهور«المحامى عمرو رمضان» في حياة كامى.
الأكف تضرب، والعيون زائغة يمينا ويسارا.. الجميع يتباحث حديث المحامي عمرو رمضان، والذي ظهر على إحدى القنوات الفضائية، معلنا شراءه لأملاك كامي (فيلا المنصورية- 3 سيارات- مكتبة المستشرق) منذ عام، وسدد ثمنها على أقساط، ولديه إيصالات بذلك، بالإضافة إلى امتلاكه توكيلا رسميا منه، مشيرا إلى أن الراحل سلمه الفيلا بعد حصوله على كافة متعلقاته منها، وأن حسن كامي هذا الفنان العالمي وتاجر الكتب واللوحات، رحل فقيرا معدما لا يملك قوت يومه أو حتى ثمن طعامه.
وفجأة تساءلت نيجار كامى- شقيقة الراحل- إذا كان ما أعلنه المحامى صحيحا؟.. فكيف كان أخى «شحاتا» وهو يملك من المشغولات الذهبية الخاصة به وبنجوى زوجته الراحلة، ما يقدر بملايين الجنيهات؟!
وأوضحت ناهد عبد الحليم محامية كامي أيضا، بأنه قام ببيع مجموعة من الكتب بـ165 ألف جنيه قبل وفاته بعدة أيام، مشيرة إلى أنه حصل على مبلغ 125 ألف دولار العام الماضي عن دوره في عمل درامي بمشاركة الفنانة روجينا، وتم تصوير مشاهده بدبي.
المشهد الثالث
أثناء الاستغراق في منطق ما أشيع عن كامى، رن هاتف التليفون، ليرفع الستار عن سر آخر في حياة الراحل -على الهاتف- محمود طماوى محامى شركة بون فوياج، تلك الشركة التي باعها كامي في عام 2012.
وكشف طماوى، أنه في عام 2012 تم الاتفاق مع حسن كامى على أن البيع يتضمن اتفاقا رسميا مرفقا بعقد البيع بأن أي التزامات مالية حدثت قبل بيع الشركة يلتزم بها كامى وليس الشركة بعد بيعها، وتم الإبقاء على الفنان حسن كامى كمدير بالشركة بنسبة نصف في المائة لضمانة أنه سيلتزم بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه من التزامات.
وأوضح طماوى، أن كامى لم يلتزم بتنفيذ عقد الاتفاق، ولم يهتم بالقضايا المرفوعة على شركة بون فوياج قبل أن يبيعها في 2012، مضيفا بأنه ترتب على ذلك صدور أحكام ضد الشركة بمبالغ مالية، وتم بالفعل الحجز على حسابات الشركة في البنوك، وتم تسديد المبالغ المالية من حسابات الشركة نفسه حتى تعود للعمل من جديد، مؤكدا أنه كان يجب أن تنفذ تلك الأحكام على الحسابات البنكية الشخصية لكامى، على ضوء الاتفاق الموقع بيننا وقت البيع.
وأشار محامى شركة «بون فوياج» إلى أن الشركة رفعت قضايا على حسن كامى حتى تسترد المبالغ المالية التي سددتها، وفى هذه الحالة رد الراحل على الشركة برفع ثلاثة قضايا على الشركة، وفي النهاية رفضتها المحكمة وكانت الأحكام في صالح الشركة، ثم حصلنا بالفعل على أحكام واجبة النفاذ ضد كامي منذ عام، ولم نتمكن من تنفيذها حتى الآن.
وأضاف أن إجراءات التنفيذ الفعلية كانت بتاريخ 21 فبراير 2018 ضد مكتبة «المستشرق» وامتنع كامي عن التنفيذ وقتها، وتراجعت الشركة عن التنفيذ ضد المكتبة خوفا عليها، بالإضافة إلى أن ما داخل المكتبة من كتب تراثية لن يفيدنا ولن نحجز عليه، وبعد فترة علمنا أن كامي يملك فيلا بطريق المنصورية أبو رواش، فسلمنا الصيغة التنفيذية للحكم بتاريخ 29 أغسطس 2018 لدائرة تنفيذ الأحكام بدائرة شمال الجيزة، والحكم حتى الآن تحت الدراسة الأمنية بمديرية أمن الجيزة ولم ينفذ حتى الآن.
وأضاف طماوي، بأنه بخلاف القضايا السابقة مع كامي، هناك قضايا متداولة الآن تقدر قيمتها تقريبا بـ2 مليون جنيه على الراحل.
المشهد الرابع
لم تكن شركة «بون فوياج» بعيدة عن مجريات الأحداث التي تجمعت خيوطها لتزيد اللغز غموضا، بدلا من الوصول إلى حل، فقد جاءت المعلومات التي تواترت على لسان – محمود الطماوى- محامى الشركة لتزيل جزءا من هذا التشابك المثير في القضية، حيث شكك في صحة العقد المبرم بين الراحل حسن كامى ومحاميه عمرو رمضان إذا كان هناك عقد بيع رسمي!
وأكد أن شركة «بون فوياج» حصلت على حكم قضائي واجب التنفيذ على مكتبة المستشرق في 21 فبراير من العام الجاري، ولكنها توقفت عن تنفيذه، لأنها لم تكن ترغب إلا في الحصول على مستحقاتها المالية، ويأتى تشكيك طماوي في صحة العقد وإشارته إلى أن هذا التعاقد صوري، فإنه غير مبرر من الأساس، لأن شركة بون فوياج لم تكن لتنفذ على كتب تراثية وهي التي حصلت على أحكام مرتبطة بأمور مادية.
وأشار إلى أن الأيام المقبلة قد تحمل العديد من المفاجآت لكشف جزء كبير من هذا التشابك الذي لن يستطيع أحد أن يجزم حتى تاريخه بتفاصيل الحقيقة، ليبقى هناك عدة تساؤلات لا يمكن إغفالها، أولها يرتبط بفيلا حسن كامي التي تختزن بداخلها وثائق ومخطوطات نادرة دون أن تتحرك الدولة، على اعتبار أن القانون يجرم التجارة في هذا النوع من الوثائق، ويظل التساؤل الثانى المرتبط بوجود عمرو رمضان المحامي في فيلا الراحل بالمنصورية، عقب وفاته مباشرة مع منعه للورثة من الدخول قبل أن يوضح قانونية وجوده بالفيلا، على أن يكون التساؤل الثالث دون أن نغفله، حالة الصمت المطبق التي سيطرت على سائق كامي «محمد حسن» والذي علمنا من جميع المصادر أنه يحوز كافة مفاتيح بدروم «الفيلا اللغز» والفيلا ذاتها وبعض الخزائن المجهولة.