رئيس التحرير
عصام كامل

بريطانيا تنجو من ركود منطقة اليورو

فيتو

تنجو المملكة المتحدة -خارج منطقة اليورو- من الركود بصعوبة بالغة، فلم يتجاوز معدل النمو خلال الربع الأول من العام الجاري نسبة 0.3% فقط، بعد انخفاض بنفس نسبة الزيادة تلك في الربع الأخير من العام الماضي.


ويعتقد فريق المتشائمين أن ثمة تساؤل يسود حاليا حول تجربة العملة الأوربية الموحدة والتي تضع تأثيرات سلبية كبيرة في وقت الأزمات وكذلك بشأن تدابير التقشف الرديئة التي تجري دون إصلاحات ملحوظة في أسواق العمل والإجراءات العرجاء لجذب الاستثمارات.

وعلى سبيل المثال تعتمد دول الشمال الأوربي على الجنوب، لتصدير منتجاتها الصناعية، لكن أزمة اليورو تفرض اختلالات في أسعار هذه المنتجات والخدمات الأخرى القابلة للتداول، مما يجعل القيمة السوقية تقدر في بعض الأحيان بشكل مختلف ما بين الشمال والجنوب، في وقت يبدو فيه الشمال أكثر قدرة تنافسية من الجنوب، الذي يغرق في إجراءات التقشف، وهو ما يعني أن هذا التشتت في قيمة اليورو الحقيقية من منطقة أوربية لأخرى قد لا يقود إلى حدوث انتعاش اقتصادي مستدام في إسبانيا والبرتغال والمناطق الجنوبية من فرنسا وإيطاليا.

ومن جانب آخر، لا يبدو أن خطوات الإصلاحات المالية والبنكية والاقتصادية في دول المنطقة، بما يشمله ذلك من خفض الأجور واتباع بعض السياسات الحمائية، كتلك التي تفرضها الحكومة الاشتراكية في فرنسا، تشجع على جذب الاستثمارات، بما قد يسهم في عدم معاناة كافة دول المنطقة ذات العملة الموحدة من حالة الركود الاقتصادي.

وعلاوة على ذلك يشير البعض إلى أن الفترات الطويلة من الركود وتراجع الإنفاق الرأسمالي سيترك الصناعة الأوربية، لاسيما في دول الجنوب الأوربي، بشكل مستمر غير قادرة على المنافسة، وإذا ما استمر ذلك لوقت طويل فقد ينهار قطاع الصناعة في الوقت
الذي بدأت فيه معظم الاقتصادات الأسيوية القوية مثل كوريا الجنوبية والصين ترفع مستويات الفرد فيها نتيجة للنمو الصناعي، مما قد يجعل متوسط الدخل القومي للفرد في هذه الدول يتجاوز أوربا خلال فترة وجيزة.

أما المتفائلون من خبراء الاقتصاد الأوربي فيعتقدون أن المؤشرات السابقة تشير إلى أن الانكماش الاقتصادي في الربع الأول من العام الجاري لم يكن بذات حدة التراجع كما كان عليه في الأشهر الستة السابقة، وأن ثمة أرقام أساسية تدل على أن أوربا على طريق الربيع الاقتصادي مرة جديدة، وأن ثمة آفاق تشير إلى اقتراب تخلص سماء الاقتصاد الأوربي من العواصف والغيوم.
الجريدة الرسمية