رئيس التحرير
عصام كامل

تحت خط الفقر (٤)


بينما أكد جهاز التعبئة والإحصاء أن أعلى نسب الفقر توجد في محافظة أسيوط (أكثر من ثلث مواطنيها يعانون الفقر)، فإنها أكد أيضا أن سوهاج يوجد بها العدد الأكبر من القرى الأكثر فقرا (٢٣٦ قرية)، يليها محافظةً أسيوط بنحو (٢٠٧) قرى ثم المنيا بنحو ١٦٣ قرية، وبعدها البحيرة (١٥٥) قرية..


بينما جاءت بورسعيد لتكون المحافظة الأقل فقرا بنسبة فقر ٧،٦ في المائة، وبعدها محافظة الغربية (٨) في المائة، ومحافظتى دمياط والدقهلية (١٥) في المائة، ومحافظة كفر الشيخ (١٦،٥) في المائة.

على كل حال أن بحث جهاز التعبئة والإحصاء أعاد تأكيد ما هو معروف من قبل في أبحاثه السابقة وفى خريطة الفقر التي تم إعدادها بمعرفة خبراء التخطيط في مصر في منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة، وهو أن محافظات الصعيد ما زالت هي المحافظات التي تعانى أكثر من الفقر، ومعها المحافظات الحدودية ومحافظة البحيرة، وذلك رغم ما شهدته بعض هذه المحافظات من مشروعات اقتصادية..

وهذا يعنى أن ما تم لم يكن كافيا لإنقاذ هذه المحافظات من الفقر، أو لتخفيض نسبة الفقر فيها.. وهذا يدعونا ليس فقط لنركز في خطة وبرامج مبادرة حياة كريمة على قرى تلك المحافظات، وإنما أيضا وبالتوازي إعادة النظر في خطة وبرامج التنمية هذا العام ومابعده لتنال هذه المحافظات نصيبا أكبر من الاستثمارات، سواء الحكومية، أو الخاصة (مصرية أو أجنبية).

إن ما تقوم به أجهزة الدولة من دراسات وبحوث يتعين أن نستفيد منها فيما نقوم به، ودراسة الإنفاق والاستهلاك التي تضمنت أحوال الفقر والفقراء في بلادنا يتعين أن نستفيد منها، ولا نكتفى بشرح أو تفسير ما تضمنه من نتائج.. وأهم استفادة هو أن نعمل على تغيير نتائج الدراسة القادمة، بحيث تنخفض فيها نسب الفقر وتتحسن أحوال المحافظات الأكثر فقرا.. نعم أن نسب الفقر تتجه للصعود منذ عام ١٩٩٩/ ٢٠٠٠ وحتى الآن، لكن حان الوقت لوقف هذا الصعود وتحويله إلى انخفاض وهبوط.

الجريدة الرسمية