رئيس التحرير
عصام كامل

على أمين يكتب: إرهاب بالجملة

على أمين
على أمين

في كتاب (رأى هؤلاء في الإخوان) الذي يضم مجموعة مقالات لكبار الكتاب والصحفيين عن الإخوان وصدر عام 1953. كتب الكاتب الصحفى على أمين يقول:


اعترف الإخوان أنهم هم الذين قتلوا محمود فهمى النقراشى رئيس الوزراء، والخازندار رئيس المحكمة وحاولوا نسف محكمة الاستئناف ودور السينما والمسارح والمستشفيات العامة.

اعترف حسن الهضيبي أن رئيس الجهاز السرى استأذنه أخيرا في عمل مظاهرات مسلحة، وأنكر الهضيبي أنه استؤذن في محاولة اغتيال جمال عبد الناصر.

فإذا كان هذا صحيحا فمعنى ذلك أن الجهاز السرى اعتبر اغتيال رئيس الوزراء جمال عبد الناصر، وأعضاء مجلس قيادة الثورة و160 من الضباط وعشرات المدنيين من المظاهر البسيطة للمظاهرات المسلحة،وأنه لا داعي لاستئذان المرشد فيه.

هذا الاعتراف من أخطر الاعترافات التي أذيعت في تاريخ الجماعات والأفراد، لأننا تعودنا أن يبرأ الزعماء من أعمال الإرهاب التي اشترك فيها أنصارهم.

خطورة هذا الاعتراف أن الاغتيال السياسي عادة هو حماقة يرتكبها شابا مجنونا، لكن حين يصبح الاغتيال سياسة مرسومة لجماعة من الناس يتطلب الأمر علاجا سريعا حاسما.

فهذا الإرهاب أصبح وسيلة سياسية للخلاص من كل إنسان يختلف مع أعضاء الجهاز السرى الذي إذا رأى أن دخول السينما حرام فسينسفون دور السينما بمن فيها، وقد حدث ذلك فنسفت سينما أمير وميامى.

كما حاولوا نسف محكمة الاستئناف التي تطبق القانون المدنى ولا تطبق قانون الجهاز، وإذا اختلف أعضاء الجهاز مع رئيس محكمة في طريقة تنفيذ قانون العقوبات قاموا باغتياله غدرا، وقد حدث وقتل الخازندار ثم قتلوا أحمد ماهر والنقراشى وحاولوا قتل جمال عبد الناصر.

فالإرهاب لم يعد موجها ضد زعيم أو رئيس، وإنما أصبح موجها ضد طبقات الشعب، وكميات القنابل المخبأة لم تكن معدة لقتل عبد الناصر وحده ولا زملائه وإنما كانت من أجل عشرات الألوف من أبناء الشعب سواء في الشارع أو النائمين في بيوتهم أو الجالسين في مكاتبهم.

قضية الإرهاب أصبحت قضيتك أنت وقضيتى وقضية أسرتك وأسرتى وقضية الشعب بأكمله، ويوم نقضى على هذا الإرهاب نستطيع أن نخرج من بيتك وأنت واثق أنك ستعود إليه فلا تجده أنقاضا.
الجريدة الرسمية