رئيس التحرير
عصام كامل

تحت خط الفقر (٣)


رغم أن البرنامج الرئيسى لبرامج الحماية الاجتماعية، تكافل وكرامة، استهدف نحو 2،5 مليون أسرة، فإن من يعيشون تحت خط الفقر المدقع ارتفعت نسبتهم من سكان مصر إلى 6،2 مقابل 5،3 في المائة عام 2015.. وبما أن هذا البرنامج للحماية الاجتماعية يستهدف أساسا من يعيشون تحت خط الفقر المدقع أساسا، أي الذين لا يقدرون على توفير احتياجاتهم الأساسية من الغذاء، فإن هذا يعنى واحدا من ثلاثة احتمالات..


الأول أن الذين يعيشون تحت خط الفقر المدقع كان عددهم أكبر مما أوردته دراسة جهاز التعبئة والإحصاء، وأن برامج الحماية الاجتماعية خفضت نسبتهم إلى 6،2 في المائة.. والاحتمال الثانى أن قواعد البيانات التي أعدتها وتحتفظ بها وزارة التضامن الاجتماعى تحتاج إلى مراجعة وتدقيق.. أما الاحتمال الثالث فهو أن برنامج تكافل وكرامة يقدم معاشا لا يكفى لانتشال من يعيشون تحت خط الفقر المدقع إلى ما فوق هذا الخط.

فإن عدد الفقراء الذين يستهدفهم برنامج تكافل وكرامة وصل طبقا لتقديرات وزيرة التضامن إلى نحو عشرة ملايين فرد، على اعتبار أن الأسرة تتكون في المتوسط من أربعة أفراد.. ولذلك كان من المفترض ألا يكون لدينا فرد واحد يعيش تحت خط الفقر المدقع، حتى في ظل ضغوط وأعباء الإصلاح الاقتصادي الذي نفذته الحكومة.

لذلك نحن نحتاج لمراجعة شاملة على مستوى البلاد لقواعد البيانات الخاصة بالفقر والفقراء في بلادنا.. مراجعة جادة وعلمية دقيقة.. حتى يكون لدينا خريطة سليمة للفقر في البلاد يمكن الاعتماد عليها في تنفيذ برامج الحماية الاجتماعية.. وهذا يقتضى تعاونا بين كل الجهات المعنية في البلاد.

كما نحتاج أن يكون هدف مبادرة حياة كريمة القضاء على الفقر المدقع في البلاد أولا.. ليس فقر الدخل فقط، ولكن الفقر بمفهومه الشامل.. أي متعدد الوجوه.
الجريدة الرسمية