عبد الوارث عسر: المسرح الجدي مات
أيام حياته كلها كانت حلقات من الكفاح لا من أجل حياته وحياة أسرته.. فقد كان يمتلك أكثر من 70 فدانا كان من الممكن أن تكفل له حياة كريمة.
وكما كتب الصحفى إيهاب عبد العال في مجلة صباح الخير عام 1956 يقول: حصل عبد الوارث عسر ( رحل عام 1982 ) على البكالوريوس عام 1914 وشاءت ظروفه العائلية أن تمنعه من التعليم العالى فسافر إلى البحيرة ليشرف على أملاك أسرته هناك.
وفجأة أدرك أنه يحب الأدب ويقرأ كثيرا في كتب التصوف والتراجم التي تتناول حياة الأدباء والفنانين في العالم.
هدى عبد الوارث تفكيره إلى أنه يجب أن يسعى لأن يكون أديبا، فترك البحيرة وعاد إلى القاهرة.
وكان المسرح قد أصبح هو المنبر الوحيد الذي يعبر فيه الأدباء عن أنفسهم، وكانت أبرز وأشهر الفرق المسرحية حينذاك فرقة جورج أبيض ،فذهب إليه واعلن استعداده عن تقديم أي دور يسند إليه..
طلب منه جورج أبيض أن يمثل أمامه دور يجيده،فقدم خطبة الحجاج بن يوسف الثقفى في أهل الكوفة ،وعندما سمعه جورج أبيض صفق له.
يقول عبد الوارث عسر:كان قبولى بفرقة جورج أبيض الخطوة الأولى العملية في حياتى، واستمريت فيها حتى تكونت فرقة عبد الرحمن رشدى وطلب منى الانضمام إلى فرقته الناشئة.
قبضت منه أول مرتب في حياتى وكان 10 جنيهات، وكان بشارة واكيم يتقاضى 17 جنيها إلا أننى كنت مقيدا بالعمل الحكومة فقد عينت بوزارة المالية وأجمع بين المسرح والوظيفة.
وأضاف بقوله :في بداية حياتى الفنية لم أكن متدينا أو متصوفا ولم أكن عربيدا طائشا لكنى اتجهت بعد ذلك نحو التصوف.
ثم عدت إلى فرقة جورج أبيض وتعرفت على سليمان نجيب ومحمد عبد القدوس وكانوا أيضا موظفين حكوميين وقررنا نحن الثلاثة تكوين فرقة مسرحية من موظفى الحكومة... كانت نواة لجمعية أنصار التمثيل.
وأضاف عسر: عن طريق عبد الرحمن رشدى تعرفت على محمد عبد الوهاب وعن طريق محمد عبد القدوس تعرفت على المخرج محمد كريم.
ومنذ ذلك اليوم لم يظهر فيلما لعبد الوهاب إلا وأنا فيه ممثل حتى لو كان الدور دقيقة ونصف كما حدث في فيلم (رصاصة في القلب) ولم يخرج محمد كريم فيلما إلا وأنا معه طرف ثان في كتابة السيناريو للفيلم.
تحدث عسر بعد ذلك عن المسرح قائلا : إن المسرح الجدى مات وشبع موت بسبب عدم وجود فرقة تنافس الأخرى على نفس المستوى وعدم وجود الممثل الذي يخلص لفرقته المسرحية.