"فيتو" داخل منزل عباس العقاد.. وحفيدته تكشف مسلسل الإهمال (فيديو)
في منزل تبلغ مساحته ١٨٠٠ متر، في شارع شفيق غبريال بحي مصر الجديدة في القاهرة. عاش المفكر الراحل عباس العقاد حياته وأقام جلسات صالونه الأدبي التي ذاعت شهرته العالم العربي، وبعد أن كانت هذه البقعة مصدر إشعاع ثقافي لسنوات تبدل الحال غير الحال بعد أن امتدت يد الإهمال لتنخر في أساس العقار وتحوله إلى منزل أشباح.
بيت "العقاد".. عشة حمام!!
سنوات مرت على منزل العقاد - المكون من ثلاثة طوابق، حيث توجد "شقته" بالطابق الثاني - سحبته خلالها الأيام إلى فوهة الخطر والإهمال، فأصيبت جدرانه بالوهن وسكنته الشقوق، وأهمله صاحب العقار ولم يتقبل فكرة الحفاظ عليه وتجديده، ما أدى مؤخرًا إلى سقوط جزئي لشرفة الطابق الثالث من المنزل.
وزيرة الثقافة تستجيب لـ"فيتو" وتتواصل مع حفيدة العقاد لحل أزمة منزله (صور)
"فيتو" في منزل عباس العقاد
"فيتو" زارت صباح اليوم، منزل عباس العقاد، حيث رافقتنا الكاتبة عبير العقاد، حفيدة المفكر الراحل، في جولة داخل العقار للوقوف على حالته.
وتقول عبير: بدأ مسلسل الانتهاكات للمنزل منذ فترة طويلة، حاول خلالها صاحب العقار بيع المنزل بالكامل بمبلغ ضخم نظرًا لمساحة المنزل وطرازه المعماري الفريد، إلا أنه فوجيء قبل تسجيل عملية البيع رسميًا أن العقار مسجل كأثر ضمن قائمة جهاز التنسيق الحضاري، الأمر الذي يمنع صاحب العقار من التصرف فيه أو تشويهه أو بيعه.. ومن هنا بدأت سلسلة طويلة من الإهمال المتعمد، حتى وصلنا في نهاية المطاف إلى هذه الحالة من انهيار المنزل وتحويله إلى قطعة أرض جرداء ليتمكن صاحب العقار من البيع".
التنسيق الحضاري يرسل مندوبًا هندسيًا لمنزل عباس العقاد
وأضافت حفيدة العقاد لـ"فيتو"، أنها على الرغم من كونها تقيم بشكل دائم خارج مصر، إلا أنها تواظب على زيارة "شقة" جدها لمدة شهر أو شهرين كل عام، وفي إحدى السنوات القريبة فوجئت بانهيار شبكة الصرف الصحي للعقار بالكامل، ما اضطر جميع السكان للتعاون مع بعضهم والتكفل بتغيير الشبكة بالكامل على نفقتهم الخاص.
ولم ينتهِ الأمر عند هذا الحد، بل توالت الأحداث؛ إذ تم تشويه الحديقة الخارجية للمنزل وبناء سور أسمنتي بها، ليصل التشويه إلى بناء أحد السكان "عشة حمام" على سطح المنزل المهترئة أرضيته من الأساس، إضافة إلى سقوط أجزاء ضخمة من ملحق العمال والخدم المجاور لمبنى العقار، وانهيار جزئي لسقف الطابق الثالث وشرفته المهددة حاليًا بالسقوط على بقية طوابق العقار".
وأكدت حفيدة العقاد أنها اضطرت إلى تحرير محضر ضد صاحب العقار للتحرك بشكل جدي لإنقاذ المنزل الذي يعد شاهدا على نهضة مصر الثقافية، خاصة مع رغبتها في إعادة صالون العقاد الثقافي الذي امتدت شهرته إلى العالم العربي كله في حياة العقاد، للعمل من جديد مؤكدة أنها ستعمل على تفعيل الصالون فور إنقاذ المنزل مباشرة.
وأشارت حفيدة العقاد إلى أنها تنتظر حاليًا التحركات الجدية على أرض الواقع لجهاز التنسيق الحضاري، وهو الجهة الفنية التي تعمل على إعداد تقرير بحالة المنزل، ومن ثم يأتي دور المحليات، أي رئاسة حي مصر الجديدة، وهو الجهة التنفيذية التي يمكنها وقف الانتهاكات المستمرة للمنزل.