رئيس التحرير
عصام كامل

فاروق الفيشاوي ظلمته وسامته وأنصفته الموهبة.. "على الزيبق" يتمرد على أدوار "الشاب الجان"

فاروق الفيشاوي
فاروق الفيشاوي

ظل الفنان الراحل فاروق الفيشاوي، فترة طويلة من بدايته الفنية في أدوار الشاب «الجان» أو الوسيم، فكان الكثير من الجمهور يرى أنه لا يصلح سوى للأدوار ذات الطابع الطيب المحبوب من الجميع، إلى أن قرر الفيشاوي التخلي والتمرد عن تلك الوسامة، وكانت الانطلاقة وجرعة الجرأة من خلال تجسيده لدور «على الزيبق» خلال الملحمة التراثية التي حملت نفس الاسم، وتدور أحداثها في العصر العثماني، وكان الدور يجسد شخصية «على» الشاب اليتيم الذي يسعى للثأر لوالده الفارس «حسن راس الغول» بعد مقتله على يد قائد الدرك «سنقر الكلبي».


وخلال الملحمة التراثية تنكر على الزيبق في أكثر من شخصية تمكنه من تنفيذ خطته للانتقام، ومن ضمن الشخصيات كان «شميعة المرابي»، صاحب الوجه القبيح المكروه من كل أهالي المنطقة، وبالفعل نجح الفنان الراحل فاروق الفيشاوي في إقناع الجميع بأن «على الزيبق» هو نفسه «شميعة المرابي».

وكانت تلك الشخصيات التي قرر فيها الفيشاوي التخلي عن وسامته، الدافع ليثبت للجمهور ومن قبلهم القائمين على صناعة السينما والدراما أنه فنان من العيار الثقيل، يمتلك من الموهبة ما تجعله يتغلب على وسامته التي ظلمته بحصره في بعض الأدوار ليؤدي أدوارا مختلفة ومتنوعة بمختلف الطبقات الاجتماعية والإنسانية، حيث إن فارق الفيشاوي الذي قدم دور أمين المنزلاوي، في مسلسل «ليلة القبض على فاطمة»، تلك الشخصية التي تحمل كل صفات الوصولية والانتهازية، هو نفسه من لعب دور حسانين في مسلسل «غوايش»، الشاب الحالم العاشق والمحب للخير لمحبوبته وكل من حوله.

عمر الصناديلي، ذلك الشاب الإرهابي الذي يكن كل الكره والضغينة لبلده ومن فيها في فيلم «الإرهاب» و«بيلي» تاجر السموم والمواد المخدرة في فيلم «شبكة الموت»، هو نفسه المقدم عمر الألفي الذي دفع حياته ثمنًا للدفاع عن أحد السجناء المظلومين في فيلم «التحويلة».

وفي الوقت الذي قدم فيه فاروق الفيشاوي نفسه للجمهور من خلال شخصية على الزيبق، ذلك الشاب الأكروباتي صاحب الحيل والألاعيب، لم يرد الفنان الراحل أن ينهي حياته بطريقة مخالفة حتى في مصارحته لجمهوره بحقيقة مرضه الخبيث (سرطان الكبد)، قالها أثناء كلمته خلال تكريمه بأحد المهرجانات: «أخبرني طبيبي المعالج بإصابتي بمرض السرطان وسأتعامل معه على أنه صداع وسأنتصر عليه»، قالها وواصل ضحكه ومداعبته لجمهوره كما اعتاد.

كان الوسط الفني، قد صدم صباح اليوم الخميس، بوفاة الفنان فاروق الفيشاوي بعد معاناة مع مرض سرطان الكبد الذي توفي على أثره عن عمر ناهز الـ 67 عامًا.
الجريدة الرسمية