رئيس التحرير
عصام كامل

صرخة عالم جليل


الصرخة التي أطلقها العالم الجليل، الدكتور "محمد عبدالوهاب" أستاذ جراحة الجهاز الهضمي والكبد بجامعة المنصورة والمشرف على برنامج زراعة الكبد، ليست من أجل أن يحصل على تكريم في بلده، بعد أن حظي بتكريم عالمي مستحق من أهل الاختصاص في المؤتمر الدولي للجهاز الهضمي، الذي عقد في موسكو منذ شهور وبمشاركة ٢٠٠٠ عالم من مختلف دول العالم..


قاموا بتكريمه ضمن ١٠ من نوابغ الطب على المستوي العالمي، إنما جاءت صرخته من خلال برنامج تليفزيوني جاد «مصر تستطيع» الذي يقدم نماذج مصرية مشرفة، حققت العديد من الإنجازات التي اعترف بها العالم في مجالات مختلفة ويقدمه الإعلامي "أحمد فايق".

أطلق الدكتور "عبدالوهاب" صرخته التي يتمنى أن تصل إلى المسئولين في الدولة، من أجل إنقاذ حياة مئات المرضى المصريين الذين يقفون في طوابير طويلة، من أجل أن تجرى لهم جراحة «زرع الكبد»، ويسقط منهم العشرات في انتظار أن يحل عليهم الدور، وغالبا ما يستغرق الانتظار شهورا طويلة.

المتبرعون قاموا بدورهم على الوجه الأكمل.. أحدهم "عادل عرفة" أقام المبنى الذي تكلف ١٥ مليون جنيه، وفق أحدث الشروط التي تطبق على المستوي العالمي، وعشرات غيره يتحملون الجانب الأكبر من تكلفة العمليات التي تجري لمحدودي الدخل، ومن المعروف أنها تتطلب تكلفة باهظة، وجامعة المنصورة التي يتبعها مركز الجهاز الهضمي تساعد بقدر ما تستطيع..

ولكن «العين بصيرة.. واليد قصيرة» كما يقولون، ويبقي أن تشجع الدولة تلك المبادرات الشعبية بأن تدعمها بتوفير ما يحتاجه المبنى الجديد من أجهزة ومعدات.. خاصة أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يطالب بأن تختفي ظاهرة طوابير الانتظار، ويحصل كل مريض على العلاج في الوقت المناسب.

لم يقصر مركز الجهاز الهضمي في تحقيق هذا الهدف، ويكفي أنه أنجز نصف عدد عمليات الزرع التي تجري في مصر، وأنه يعتبر الأول في الشرق الأوسط.. والرابع على مستوى العالم.. ويكفي شرفا لهؤلاء الأطباء العظام أنهم لا يحصلون سوى على رواتبهم من الجامعة، وكان بمقدورهم الحصول على أضعاف أضعاف تلك الرواتب لو عملوا في مستشفيات خاصة سواء في مصر.. أو خارجها ومعظمهم يرفضون تلك العروض.

الأمل أن تصل صرخة الدكتور "محمد عبدالوهاب" إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي ليحقق أحلام مئات المرضى الذين ينتظرون الفرج.. وأن تجري لهم الجراحة قبل أن يغادروا الحياة.
الجريدة الرسمية