رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا تلاعب إيران !


على غرار إعلان الرئيس الأسبق "أنور السادات" أنه مستعد لزيارة إسرائيل في عام ١٩٧٧، والتحدث للإسرائيليين في الكنيست، جاء وزير الخارجية الأمريكى "بومبيو" ليعلن أنه مستعد لزيارة إيران للتحدث إلى شعبها مباشرة.. لكن على عكس إسرائيل التي رحبت فورا ب"السادات" ووجهت له دعوة رسمية لزيارتها، فإن إيران لم ترحب بوزير الخارجية الأمريكى، وعرضت عليه إجراء حوار صحفى مع مراسلة إيرانية في واشنطن، من أصل أمريكى، كان قد تم اعتقالها لعشرة أيام وأفرجت عنها السلطات الأمريكية دون توجيه اتهام لها!


وهكذا ما زال كل من الأمريكان والإيرانيون يتلاعبون سياسيا.. كل منهما يريد إحراج الآخر ومراكمة أوراق جديدة في يده تفيده عندما تضمهما مائدة المفاوضات، والتي يتهم كل منهما أن الطرف الآخر يتهرب منها!.. وما دام ذلك هو الحادث حاليا بين أمريكا وإيران، فان الحرب بينهما لن تحدث، أو لا تشكل خطرا حالا الآن!..

وهذا يمكن أن نرصده في رد فعل بريطانيا حليفة أمريكا بعد احتجاز إيران ناقلة نفط لها، وفى رد فعل أمريكا بعد تهديدات إيران الخاصة بمضيق "هرمز" والخليج، حيث يطلب الأمريكان ثمنا من الحلفاء للمشاركة في تأمين السفن المارة بالمضيق، لأن استخدام أمريكا له قليل بعد تراجع استيرادها للنفط واعتمادها على نفطها.

لذلك لن يكون مفاجئا أن يزور وزير الخارجية الأمريكى طهران قريبا، أو حتى يلتقى الرئيس الإيرانى مع الرئيس الأمريكى مستقبلا، كما حدث عندما التقى الرئيس الأمريكى مع رئيس كوريا الشمالية.. فكلاهما حريص على التفاهم مع الآخر، بل وإبرام صفقة معه، ولكنها المناورات والمراوغات السياسية.
الجريدة الرسمية