رئيس التحرير
عصام كامل

صحافتنا الناعمة!


نتحدث كثيرا عن قوتنا الناعمة، وعن ضرورة الاهتمام بها، والحرص على الاحتفاظ بها قوية وفاعلة، لأنها تمنحنا القدرة على التأثير في محيطنا الإقليمى، خاصة العربى.. وكلنا شاهدنا عندما قررت الشقيقة السعودية أن تخطو في طريق تغيير نمط الحياة فيها، حيث اعتمدت على الفن والفنانين المصريين، الذين أقاموا حفلات غنائية ومسرحية فيها.


لكن قوتنا الناعمة لا تقتصر على الفن المصرى فقط، وإنما تشمل معه الثقافة المصرية، وأيضًا الصحافة المصرية والإعلام المصرى.. وليس خافيا علينا أن الصحافة ومعها الإعلام في العديد من الدول العربية اعتمدت في نشأتها وبدايتها على الصحفيين والإعلاميين المصريين..

وهكذا فتحت الصحافة المصرية أبواب هذه الدول على مصراعيها أمام التأثير المصرى، كما حدث قبلها بواسطة المعلمين المصريين الذين اعتمدت عليهم في البداية العديد من الدول العربية لوضع وتأسيس وتسيير أنظمتها التعليمية، لذلك يتعين أن نحافظ على صحافتنا قوية وفاعلة ومؤثرة، لأنها أحد أسلحتنا ومصادر قوتنا الناعمة.. ويتحقق ذلك بحماية صحافتنا من التدهور المهنى والمشكلات الإدارية والأزمات المالية التي تعانى منها الآن.

إن إنقاذ صحافتنا ليس فقط إنقاذا لصناعة مهمة وعريقة، أو حتى حماية لمصالح آلاف العاملين في بلاطها من الصحفيين وعمال المطابع والإداريين، وإنما هو حفاظ على أن تظل قوتنا الناعمة فاعلة وموثرة وقوية، حماية لأمننا القومى، ولمصالحنا الإستراتيجية..

أما السكوت على مشكلات وأزمات الصحافة المصرية التي تكاد تعصف بها، أو التأخر في إنقاذ صحافتنا من هذه الأزمات الخانقة فإنه يهددنا بأن نفقد أحد أسلحتنا الناعمة المهمة، ويشكل خطرا على قوتنا الناعمة، التي يجب أن تظل فاعلة ومؤثرة.. وكما نحرص على تدعيم قوتنا الخشنة، ونهتم بتوفير السلاح والعتاد المتطور لقواتنا المسلحة، فإننا نحتاج أيضا لحماية قوتنا الناعمة من التآكل وتقويتها وزيادة فعاليتها.
الجريدة الرسمية