رئيس التحرير
عصام كامل

وأخلصت لقرائها !


اتحدث عن صحافة الزمن الجميل "التي كانت"! في كنف ثورة يوليو 1952، ولدت دار التحرير (الجمهورية للصحافة).. وقد وقِّع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بيده، طلب إنشائها، ثم خطّ بقلمه افتتاحيتها الأولى بحسبانها ابنة تلك الثورة وإحدى ثمراتها.. كما قدم السادات 300 جنيه، وقتها، كضمانة شخصية حتى توافق إدارة المطبوعات على إصدارها، ثم عمل مديرًا عامًا لها، فرئيسًا لمجلس إدارتها.


والمتأمل لمسيرة الجمهورية وتاريخها يجدها صوتًا للشعب ومدافعًا عن قضاياه، اهتمت بشواغل الوطن وهموم المواطن وأحلامه وطموحاته.. تتحسس نبضه، وتستشرف طموحاته وتلبي احتياجاته، وتتبنى مطالبه ومظالمه لتضعها بين أيدي المسئولين، حتى ارتقت يومًا أعلى درجات المجد، وازداد الإقبال عليها، حتى قارب توزيعها المليون نسخة، وهو رقمٌ، لو تعلمون، ضخم وعظيم يفوق توزيع جميع صحفنا ومجلاتنا اليوم مجتمعةً.. وللنجاح أسبابه وللتراجع أيضًا دواعيه ومسبباته في صناعة الصحافة برمتها.

وهو ما يحتاج لمقالات أخرى لتبيانه وتحليله وعلاجه. ورغم أن ثورة يوليو التي أرادت بإصدارها صحيفة "الجمهورية" أن تكون الأخيرة لسان حالها والناطق الرسمي باسمها، المتبني لقراراتها، الداعم لتوجهاتها في الداخل والخارج.

لكن "الجمهورية" أخلصت لقرائها ورسالتها "ملحوظة.. أي صحيفة تفعل ذلك الآن، وسايرت الأحداث الكبرى التي مرت بها البلاد، وناصرت قضاياها المصيرية؛ فناضلت ضد الاستعمار، ومدت يد العون لحركات التحرر الوطني في سائر قارات الدنيا، وقاومت القوى الإمبريالية وتكتلاتها وانحيازاتها الظالمة ضد الشعوب المستضعفة، ودعت إلى سياسة عدم الانحياز وروجت للمبادئ الاشتراكية التي يممت إليها مصر وجهها منذ عام 1960. 

كما دافعت باستماتة عن حق شعب فلسطين، وقضيته التي هي قضية العرب المركزية منذ نشأة هذا الكيان المحتل على أراضيهم، وهذه القضية التي لا تزال تترنح في متاهات التفاوض غير المتكافئ تارة، والتعسف الصهيوني المدعوم أمريكيًا تارة ثانية.. والتقلبات والتحديات الإقليمية والدولية تارةٌ أخرى.
الجريدة الرسمية