تونس بعد "السبسى"!

مات الرئيس التونسي "السبسى" في توقيت شديد الدقة تمر به تونس.. حيث يخطط "الغنوشى" رئيس حركة النهضة التي صارت حزبا للسيطرة الكاملة على السلطة في تونس وإحكام السيطرة على المجتمع التونسي بالكامل، وذلك بعد أن نجح في اجتذاب "الشاهد" رئيس الحكومة على الانقلاب على "السبسى" وإحداث انقسام في حزبه، حزب نداء تونس، ثم تأسيس حزب جديد، مقابل التلويح له بدعمه في الانتخابات الرئاسية الجديدة ليكون رئيس الجمهورية الجديد.

وغياب "السبسى" عن تونس سوف يكون بالتأكيد له تأثيره على تونس وأهلها ليس فقط لأنه واحد من الرعيل الأول الذي كافح من أجل استقلالها، وايضًا لأنه من قادة التيار التنويري فيها، وكذلك لأنه كان صلبا في مواجهة أطماع "الغنوشى" أحد القادة البارزين في التنظيم الدولى للإخوان، وإنما فوق ذلك كله كان يمكن أن يلعب دورا مهما في الانتخابات البرلمانية والرئاسية في تونس، من خلال تجمع كل الرافضين لسيطرة الإخوان على تونس حوله كرمز مهم.

ولكن ربما يدفع غيابه إلى أن يجمع أهل التنوير في تونس شتاتهم ويتجمعون في مواجهة الغنوشى وأطماعه الإخوانية، خاصة وأن "الشاهد" رئيس الوزراء اكتشف مؤخرا بعض ألاعيب "الغنوشى" من خلال تحرش نواب حزب "النهضة" به وهو يمارس عمله التنفيذي.