رئيس التحرير
عصام كامل

نقل حمام تل الحير من سيناء إلى متحف شرم الشيخ يفتح النار على الآثار

فيتو

سادت حالة من الغضب الشديد بين عدد من الأثريين، بعدما وافقت اللجنة الدائمة للآثار على نقل الحمام البطلمي "تل الحير" من منطقة سيناء إلى متحف شرم الشيخ، وعلى رأسهم الدكتور محمد عبد المقصود، أمين عام المجلس الأعلى للآثار الأسبق، ومكتشف الحمام، الذي أكد أن ذلك يعتبر تدمير لأثر مهم مبني بالطوب الأحمر، مما دعا الدكتور غريب سنبل رئيس الإدارة المركزية لترميم وصيانة الآثار، لتوضيح سبب النقل.


وحصلت "فيتو" على عدد من الصور النادرة للحمام والرفع المعماري له ومجموعة أخرى من الحمامات المشابهة.

أسباب فك ونقل حمام تل الحير الأثري إلى متحف شرم الشيخ

وقال الدكتور غريب سنبل، رئيس الإدارة المركزية للترميم بوزارة الآثار، إن عملية فك ونقل حمام تل الحير بشمال سيناء إلى متحف شرم الشيخ، رغم أن كل العراف الأثرية والمواثيق الدولية تؤكد الحفاظ على الأثر في بيئته التي شيد فيها، جاءت بسبب تعرض الأثر للخطورة التي تؤثر على ديمومته وتأتي الخطورة من بيئة الأثر نفسه أو من التلف البشرى أو غول عوامل التعرية الذي لا نستطيع مجابهتها.

وأضاف سنبل، أن عملية نقل حمام تل الحير لم تكن الأولى وتم فك ونقل المقبرة المكتشفة بتل حبوة، ونقل أرضية من الموزاييك المكتشفة بمدينة بلوزيوم، وتم نقل التماثل الحتحورية من معبد سرابيط الخادم، وكذلك مشروع إنقاذ آثار سيناء الواقعة مسار ترعة السلام، ونقل العناصر المعمارية بتل الفضة الذي انتهى من الوجود تماما بعناصره الأثرية.

وأوضح غريب، أن الحمام البطلمى بتل الحير تم ترميمه لأول مرة لكن تم ردمه بفعل الرمال المنقولة عن طريق الرياح ولوقوع الحمام في مستوى أقل من مستوى طريق القنطرة العريش جنوبا وكذا التل الأثري المعروف باسم تل الحير شمال لذا أصبح الحمام مصيدة لكل ما تحمله الرياح من رمال وأتربة مصدرها الطريق والتل الأثرى المرتفع عن مستوى الحمام بأكثر من ثلاث أمتار بعد مرور أقل من شهر وتم عمل صيانة له أكثر من مرة لكن النتيجة الحتمية هي الردم والتلف من جراء الرياح والتأثير السلبى الذي حدث من الانفلات الأمني بسيناء كل هذه العوامل المعاكسة دفعت للتفكير في طريقة غير تقليدية لحماية هذا الأثر الهام وكلها باءت بالفشل فكان الحل الوحيد رفعه من مكانه والاستفادة به في واحد من أهم المتاحف الحدودية بسيناء وهو متحف شرم الشيخ.

ومن جانبه قال الدكتور محمود درويش، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة المنيا، إن القرار الذي أصدرته اللجنة الدائمة الدائمة للآثار المصرية بوزارة الآثار بنقل حمام تل الحير البطلمي بشمال سيناء والمقام بالطوب الأحمر على مساحة ضخمة تبلغ 465 متر مربع إلى متحف شرم الشيخ وسط اعتراض جميع الآثاريين ينتج عنه تدمير أثر مهم من اكتشافات البعثة المصرية بعد عودة سيناء من الاحتلال الإسرائيلي.
الجريدة الرسمية