من الصحافة للسياسة!
قال لى زميل صحفي مبتهجا بعد فوز "جونسون" برئاسة حزب المحافظين في بريطانيا، وبالتالى وصوله إلى منصب رئيس الوزراء.. ها هو صحفي مثلنا يصل إلى سدة الحكم في بلاده، وكأنه كان يريد أن يقول دون أن يفصح عقبال عندنا!.. فإن بداية رئيس الوزراء الجديد كانت الصحافة التي قادته فيما بعد إلى السياسة.
لكننى قلت لهدا الزميل صحيح إن "جونسون" انتقل من الصحافة إلى السياسة إلا أن سجله الصحفى يتضمن واقعة إبعاده من إحدى الصحف البريطانية لأنه كان يقدم لهم تصريحات غير دقيقة للمسئولين!.. أي أنه لم يكن من الصحفيين الملتزمين بمبادئ المهنية، وكان لا يراعى أحد قواعد ميثاق الشرف في العمل الصحفي وهي الأمانة.. ومن شب على شيء شاب عليه.
أي إنه وهو رئيس للوزراء سيمارس صلاحياته بما شب عليه!.. وهو عدم الحرص على المصداقية في عمله.. وإذا كان ذلك يفقد الصحفى ثقة قراء المطبوعة التي يعمل فيها، فان ذلك يفقد السياسي ثقة كل المواطنين في بلده، خاصة وأنه صار يعتلى أكبر منصب للحكم فيه.
ويزيد من صعوبة الأمر أن السيد "جونسون" يتولى منصبه الجديد وهو يضمر خروجا بدون اتفاق من الاتحاد الأوروبي.. أي أنه سوف يبدأ عمله بعد أن اهتزت ثقة الأوروبيين فيه وتراكمت مخاوفهم منه.. ناهيك عن قطاع كبير من المواطنين البريطانيين يرفضون أساسا الخروج من الاتحاد الأوروبي وكانوا يطالبون باستفتاء جديد حول هذا الموضوع.
إلا أن "جونسون" يراهن أساسا على علاقة قوية مع أمريكا، وربما كان ذلك يمكن أن يظفر به الآن في ظل حكم "ترامب" الذي يشبهه في كثير من الصفات خاصة التعالى على الجميع والاعتقاد أنه الأفضل من الكل!
