رئيس التحرير
عصام كامل

أسلحة "Microwave Weapons" سر مرض دبلوماسيين أمريكيين في كوبا

فيتو

بين نهاية 2016 ومنتصف عام 2018 تعرض نحو أكثر من 40 دبلوماسيا أمريكيا في كوبا وهافانا لهجمات صوتية غريبة أثرت عليهم صحيًا وتسببت لهم في صداع مزمن والشعور بالغثيان وفقدان التوازن والدوار وتناسق الحركة وحركة العيون، مما اضطر واشنطن حينها لتقليص عدد دبلوماسييها في سفارتها وبقاء كادر الطوارئ فقط.


واليوم سلطت عدة صحف بريطانية وأمريكية، الضوء على تحاليل طبية تم إجراؤها مؤخرًا بطلب من الحكومة الأمريكية لأدمغة 40 دبلوماسيا كانوا ضحايا لظواهر صوتية غامضة في كوبا.

Microwave Weapons

وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن الدراسة التي نشرتها مجلة الأكاديمية الأمريكية للطب وقام بها أطباء في جامعة بنسلفانيا قامت بتوضيح الأسباب الكاملة للإصابات الغامضة التي تعرض لها الدبلوماسيون الأمريكيون في كوبا وهافانا، مشيرة إلى أن المسؤولين تعرضوا لموجات صوتية تسببت في أوهام صوتية وأضرار حقيقية في الدماغ من خلال أسلحة تعرف باسم "Microwave Weapons"، والتي تعد المشتبه به الرئيسي في موظفوا السفارة الأمريكية.

وتعمل الموجات الصوتية التي تدخل الأذن من قبل هذه الأسلحة على جعل طبلة الأذن تهتز، ومن ثم نقل هذه الاهتزازات إلى القوقعة وتحويلها إلى إشارات كهربائية حيث تستقبل فصوص المخ المؤقتة إشارات من الأذنين وتعالجها في الأصوات والكلام.

مادة رمادية
لكن مؤخرًا بعد ظهور التقارير الطبية التي أفادت بتقلص المادة الرمادية داخل أدمغة من الدبلوماسيين، بعد إرسالهم إلى مركز لمعالجة الصدمات الدماغية في جامعة بنسلفانيا للخضوع لتصوير بالرنين المغناطيسي (إم آر آي)، قارن الباحثون الصور بأخرى لـ48 شخصا وتبين أن الفروق كبيرة جدا وتتعلق بالمادة البيضاء في الدماغ والمخيخ الذي يتحكم بالحركات.

تغييرات دماغية
وبتحليل الصور الطبية أكدت راجيني فيرما، أستاذ التصوير الإشعاعي في جامعة بنسلفانيا، أن أدمغة المسؤولين لتعرضت لشيء ما غريب تسبب في تغييرات داخل الدماغ منها نقص المادة الرمادية بالدماغ.

وتابعت: "ما حدث في أدمغة المسؤولين حدث غير ناجم عن وضع صحي ولكنه أمر مقصود لتدمير صحة المسؤولين".

شكوك
بعد ظهور نتائج هذه الدراسة شككت كوبا في هذه الدراسة، وقال ميتشل فالديس سوسا مدير مركز علوم الطب العصبي في الدولة الكوبية في مؤتمر صحفي: "إن هذه الدراسة لا تسمح لنا بالتوصل إلى نتائج علمية نهائية واضحة، كما لا يمكنها إثبات أن مجموعة من الدبلوماسيين أصيبوا بأضرار دماغية خلال إقامتهم في كوبا".

إعادة تأهيل
على الرغم من أن بعض المسؤولين استعادوا عافيتهم لكن آخرين ما زالوا في مرحلة إعادة تأهيل، ولم تؤكد واشنطن علنا طبيعة هذه الظاهرة ولا ما إذا كان الأمر يتعلق "بهجمات صوتية" أو بالأشعة الدقيقة، تحدثت عنها وسائل الإعلام الأمريكية بدون تقديم أي دليل، وتنفي كوبا أي مسئولية عن هذه الظاهرة.

لغز مرض غامض أصاب دبلوماسيين أمريكيين في كوبا

موجات صغرية
خلال الحرب الباردة، كانت واشنطن تخشى أن تسعى موسكو إلى تحويل إشعاع الموجات الصغرية إلى أسلحة سرية للتحكم في العقل، لكن في الآونة الأخيرة سعى الجيش الأمريكي نفسه إلى تطوير أسلحة الموجات الصغرية التي يمكن أن تبث بشكل غير مرئي الطفرات العالية المؤلمة وحتى تحدث الكلمات في أدمغة البشر بهدف تعطيل المهاجمين وشن حرب نفسية.

شر البلية
"من حفر حفرة لأخيه وقع فيها" جملة طلقت فعليا على الولايات المتحدة، فعلى الرغم من أمريكا هي من طورت هذه الأسلحة إلا أن دبلوماسيها هم أول من وقعوا كفئران تجارب لهذه الأسلحة، حيث أكد عدد من الأطباء والعلماء إن هذه الأسلحة غير التقليدية ربما هي من تسببت في الأعراض المحيرة والأمراض التي أصابت العديد من الدبلوماسيين الأمريكيين وأفراد الأسرة في كوبا والصين، ابتداء من أواخر عام 2016، مما أسفر عن تمزق دبلوماسي بين هافانا وواشنطن.

غموض.. من الجاني؟
فكرة استهداف المسؤولين الأمريكيين بالأسلحة الصوتيه تعج بالأسئلة دون إجابة، حول من الذي أطلق هذه الأسلحة؟ الحكومة الروسية؟ الحكومة الكوبية؟ فصيل كوبي مارق متعاطف مع موسكو؟ وإذا كان الأمر كذلك، فمن أين حصل المهاجمون على الأسلحة غير التقليدية؟


الجريدة الرسمية