رئيس التحرير
عصام كامل

نريد توثيقا أمينا لثورة يوليو! (2)


في سياق غياب التوثيق الأمين والمحايد لثورة يوليو أن تجهلها الأجيال الجديدة، ولا تعرف عنها إلا ما يرد من حين لآخر في كتابات متناثرة هنا وهناك لبعض الأنصار والمؤيدين المتحمسين لما أنجزته من مكاسب حقيقية للشعب، وأن تستسلم تلك الأجيال لما يروجه الإعلام من قشور في الأفلام والأغاني التي لا يزال بعضها على تكراره مصدر إمتاع وإلهام كبيرين يتلقاهما الناس بشغف هائل.. لكن هل يمكن بهذه الطريقة بناء الوعي الحق بالتاريخ لدى المواطن أو بناء الإنسان بمعزل عن هذا الوعي؟!


وظني أن أحدًا ممن تطاولوا على ثورة يوليو أو هاجموها وتربصوا بزعيمها لم يتنبه لخطورة مسلكه المعيب الذي لا يطعن في قادة يوليو بقدر ما يشوه تاريخ بلد بكامله وشعب صنع ذلك التاريخ.. الأمر الذي يجعلني أقول بلا مبالغة إن أعداء الثورة في الداخل والخارج هم ممن نزعت عنهم تلك الثورة امتيازاتهم ومكاسبهم التي نالوها بحق أو بغير حق لتعيد توزيعها على الأغلبية المطحونة من الشعب.

وإحقاقًا للحق فقد حققت ثورة يوليو لشعب مصر ما لم يكن يحلم به ولولاها ما تملك الفلاحون أرضًا ولظلوا إجراء لدى الغير، وما تعلم أبناؤهم ونحن مثلهم بالمجان في مدارس وجامعات تخرج فيها نوابغ كثر.
الجريدة الرسمية