رئيس التحرير
عصام كامل

لمن أكتب ؟!


أهوى الصحافة منذ الطفولة، ورغم توجهى إلى دراسة العلوم السياسية في الكلية الوليدة للاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة في منتصف الستينيات، إلا أننى لم أتخلص من هوى الصحافة، ولم يشدني العمل الدبلوماسى الذي اجتذب العديد من الزميلات والزملاء..


وقد تعلمت منذ الصغر أننا نكتب للقراء ما نؤمن ونقتنع به، ونلتزم بأن نتأكد من صحة ما نكتبه وننشره من معلومات، حتى لا نضلل أحدا أو نغشه.. وتعلمت أيضا أننى يجب ألا أمارس حظرا ذاتيا على ما أكتب، لأن الكاتب يقدر ببعض الفطنة والذكاء أن يكتب أي شىء وفى كل شىء.. وفى صدر شبابى وعيت درس السيدة "فاطمة اليوسف" لابنها الكاتب والأديب الكبير "إحسان عبدالقدوس": عندما تكتب اجرح دون أن تسيل دما!

والصحافة، أي صحافة، تزدهر دوما عندما يخلص الصحفيون والكتاب لقرائهم.. أي عندما يهتمون بالكتابة عما يهمهم ويعنيهم، أي عما يفكرون فيه، وعما يريدون معرفته، وعن المشكلات التي تؤرقهم، والأحلام التي تداعبهم، أما إذا تراجع إخلاص الصحفيين للقراء فسوف تتراجع الصحافة وتذبل، عندما ينصرف القراء عن شراء الصحف والمجلات، وبالتبعية ينصرف أيضا المعلنون عن الإعلان فيها، فتسقط الصحافة في قبضة الأزمة المالية.. أي إن الأزمة المهنية تقود الصحافة إلى الأزمة المالية!

وبالمهنية يستطيع أبناء صاحبة الجلالة أن يتغلبوا على كل العقبات والصعاب التي تواجه الصحافة الورقية في مصر الآن، فالمهنية سوف تلزمهم بالإخلاص للقراء، وإخلاصهم للقراء سوف يجعلهم يتسلحون بالفطنة والذكاء في نشر ما ينتظره القراء منهم، ليعودوا للإقبال على شراء الصحف والمجلات.. المهنية باختصار هي سلاح الصحافة المصرية الآن لتجاوز أزمتها.
الجريدة الرسمية