بعد افتتاح متحف نجيب محفوظ.. «التنمية الثقافية»: ترسيخ الهوية وتنمية الإنسان رسالة المتحف.. لا صحة لاختفاء مقتنيات أديب «نوبل».. و15 مليون تكلفة التجهيز من 2006 حتى الآن

ارتبط اسم الأديب العالمي نجيب محفوظ بالجدل دائما سواء بحياته مع ما تردد حول منع نشر روايته «أولاد حارتنا» أو حتى بعد رحيله وافتتاح متحفه بتكية أبو الدهب الأحد الماضى، والذي صاحبه تداول تقرير منسوب لإحدى الصحف العربية يدعي ضياع بعض مقتنيات صاحب الثلاثية وعدم عرضها بالمتحف.. ولكن مع هذا الجدل وافتتاح المتحف بعد 13 عاما من انطلاق فكرته.. يأتى السؤال ما المكاسب التي ستحققها وزارة الثقافة وقطاع صندوق التنمية الثقافية بعد فتح أبواب عالم محفوظ أمام عشاقه من كل مكان.

متحف نجيب محفوظ | «تنمية الإنسان أولا»
وفي البداية، أكد الدكتور فتحى عبد الوهاب رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، أن افتتاح متحف الأديب العالمى نجيب محفوظ، يعد من أهم إنجازات الدولة ككل وليس وزارة الثقافة فقط، لما يمثله من ترسيخ قيم ثقافية ومعرفية داخل النشء الجديد، مشيرا إلى أن تنمية الإنسان فكريا وثقافيا هي الخطة التي تعمل عليها وزارة الثقافة والحكومة خلال العام الحالى.

وفى تصريحات خاصة لـ«فيتو» أوضح عبد الوهاب أن أديب نوبل هو نموذج فريد ورمز من الرموز الثقافية والفكرية المصرية التي تعبر عن هُويتنا وتاريخنا، ولا بد أن نسلط الضوء على تلك الرموز والاحتفاء بها لتكون مثلا أعلى للأجيال الناشئة تحتذى بهم وتنمى اعتزازهم بوطنهم، مضيفا أن قيمة الرسالة والهدف من المتحف نشر الثقافة والوعى عن طريق القراءة والكتابة لبناء الأجيال. فالكلمة والأفكار لا تموت أبدا.

متحف نجيب محفوظ | لائحة محددة لتنظيم «منحة الكتابة»
وأشار رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية إلى أن متحف نجيب محفوظ، يعد مركزا إبداعا جديدا يضاف إلى سلسلة مراكز الإبداع التابعة للصندوق، وسيقدم العديد من الأنشطة الثقافية ولكنها ستختلف عن غيرها وفقا لطبيعته، فمثلا يرتبط نشاط متحف فأم كلثوم بكل ما هو خاص بالموسيقى، وأيضا مركز طلعت حرب أصبح يقدم أنشطة متخصصة لذوى القدرات الخاصة.

وعن معايير اختيار الكتاب للحصول على منحة نجيب محفوظ في مجالات (الرواية – القصة- السيناريو)، والتي أعلنت عنها الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، قال عبد الوهاب: إن صندوق التنمية الثقافية بصدد عمل لائحة منظمة لتلك المنح، لوضع الشروط والضوابط المنظمة واختيار متخصصين لإدارتها والتي سيتم الإعلان عنها بمجرد صدور تلك اللائحة، والتي ستتضمن شروط السن والمعايير التي يجب أن تتوافر في المتقدمين وذلك لخلق أجيال جديدة من الموهوبين.

متحف نجيب محفوظ | «مقتنيات أديب نوبل»
وأكد الدكتور فتحى عبد الوهاب بأنه لا صحة لما تداولته بعض المواقع الإخبارية عن ضياع «مقتنيات أديب نوبل» أو اختفائها، قائلا: "من لم يزر المتحف لا يتحدث عن محتوياته".

موضحا أن هناك بعض المقتنيات لم يتم عرضها، وفق سيناريو العرض المتحفى الذي صممه المهندس كريم الشابورى المسئول عن ذلك، والذي عمل على وضع كل قطعة في مكانها الصحيح وفقا للتسلسل الزمنى، وهذا ليس معناه أنها اختفت، مضيفا متحف أم كلثوم – على سبيل المثال - هناك مجموعة من الفساتين معروضة بالعرض المتحفى، هل يعنى ذلك بأن تلك هي فساتين كوكب الشرق فقط؟!.. بالطبع لا ولكن هناك مجموعة أخرى لدى المتحف ومخزنة بطريقة صحيحة ويتم ترميمها من فترة إلى أخرى للحفاظ عليها، وتبقى الفكرة للمتاحف بأنه يتم تغيير وتبديل المعروضات المتحف وإضافة اجزاء جديدة إلى سيناريو العرض وحذف أخرى كنوع من التسويق والتجديد لجذب الزوار، وهذا ما يحدث فكل متاحف العالم وعلى رأسهم متحف اللوفر، مشيرا إلى أنه يتم التنسيق الآن مع هيئة تنشيط السياحة لوضع متحف نجيب محفوظ على خريطة الأماكن السياحية نظرا لشهرة أديب نوبل عالميا.

متحف نجيب محفوظ | 15 مليون جنيه تكلفة التجهيز
وأشار رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، بأن التكلفة الإجمالية لإعادة تجهيز تكية أبو الدهب، وإعدادها كمتحف يضم مقتنيات الراحل نجيب محفوظ، تقدر تقريبا بـ 15 مليون جنيه منذ بداية المشروع في عام 2006، وما زال المشروع يستكمل بعض الأعمال كتركيب الأسانسير، وهى التكلفة التي تحملها صندوق التنمية الثقافية وحده.